الرئيسية / قراءات اخترتها لكم / ميزوبوتاميا… للشاعر أحمد عبد الحسين

ميزوبوتاميا… للشاعر أحمد عبد الحسين

عراءٌ هذا عراء
عبيدٌ مصفّدون يقالُ لهم هلمّوا فيتناحرونَ
إسفنجةٌ تمتصُ هديرَ ملائكةٍ بكّائينَ فوق المشاحيفِ
عجايبُ تلهثُ في مسلّة سوداءَ
شعبٌ يمضي
وشعبٌ يأتي
والأرضُ قائمةٌ منذُ الأزل.

خيرٌ لي أن يقالَ إبقَ كما أنتَ من أن يُرفعَ وجهي قدّامَ أوروكَ
فتختلف عليَّ الجموعُ
العبدُ بسلاسلهِ
والسيافُ بسيفه
والملائكةُ بموازينها
فلا أعود أُرى إلا رايةً تتقدّم في جيشٍ مندحرٍ
أو جيشاً مندحراً يتدثّر بالراياتِ
لأنَّ الربَّ صاعداً في اللهيبِ كلّمنا
بفمٍ دامعٍ أرسلَ سهامَه الى الشعبِ
فقلت أيُّ عراءٍ هذا
أيُّ عراء
ألمْ يبقَ من ظلماتِ المسبيينَ إلاكَ
تتخاطرُ ومعك عصاً من المنفى
من الركام الذي يتشبّه بقيامةٍ سوداءَ
بالعابرينَ بين نهرينِ
ينقبضونَ وينبسطونَ
وكلُّهم قلوبٌ بلا أجسامٍ
وكلُّهم هتافونَ
لكنْ
هتافو شعبٍ مضروبٍ بأحابيلهِ:
سلطةٌ تمحو سلطةً
عجايبُ تتهشّم في مسلةٍ سوداءَ
والأرضُ ترتجفُ الى الأبد

أحمد عبد الحسين/ شاعر عراقي

شاهد أيضاً

حمّى رفع الشعارات: السياسي والأصولي والمثقف وصاحب المال

أطنب القدامى في الحديث عن علاقة المثقف بالسلطة في مختلف العصور وكشفوا النقاب عن الإكراهات …