الرئيسية / الرئيسية / سيّار الجميل يكشف معلومات تاريخية مهمة في محاضرة بلندن عن شاعر عراقي مغمور

سيّار الجميل يكشف معلومات تاريخية مهمة في محاضرة بلندن عن شاعر عراقي مغمور


لندن – الزمان 11/05/2019 رقم المحتوى 28891

القى المؤرخ الاستاذ الدكتور سيار الجميل مساء الخميس الماضي في مؤسسة الحوار الانساني بالعاصمة البريطانية لندن ، محاضرة مفصّلة عن شاعر عراقي مطمور الصيت اسمه عبد الله راقم افندي عاش في الموصل بين 1853- 1891 أي انه عاش 38 عاما ومات شابا . وحكى لنا عن اخباره ومنصبه ودوره ومزاياه العجيبة وعبقريته في الرياضيات وعن شعره وغزلياته وهجائه وموشحاته وتنزيلاته ، ويعد أيضا احد أبرز المثقفين النهضويين المستنيرين العرب الاوائل ،وقد اسماه اساتذته براقم بسبب ذكائه المفرط وعبقريته في حساب الارقام فضلا عن علاقته بالسلطان عبد الحميد الثاني الذي كان معجبا بذكائه وقدراته الوظيفية . كما تمّكن من نظم الشعر حتى قال فيه استاذه الشاعر الملا حسن البزاز :

يا راقماً صُحف الفِخار بفضلَهِ ومطرّزاً حُلَل الفضَائل فيهِ

تَزري قَوافيــهِ بزهرِ الأفقِ إذُ تبدّد فَرائده دُرّها من فيهِ

وسيقوم الاستاذ الجميل بنشر ديوان شعر عبد الله راقم افندي الذي قام بتحقيقه ودراسته وستنشره دار ضفاف قريبا .. وفي الديوان ما تبقّى من شعره في التشبيب والنسيب والمديح والهجاء وتشاطيره وتخاميــــــــــــسه لشـاعر بغــــــداد الشـــيخ ـاظم الأزري 1730 -1797م . وبعـض تنزيلات راقم افندي واناشيده الاولى ، فالشاعر أول من نظم الأناشيد النهضوية في العراق ، بل ويعدّ الاول عربيا في هذا الميدان .. وفي الديوان كشف تاريخي عن معلومات تاريخية جديدة لم يسمع بها ابدا . فضلا عن علاقات قوية ربطت الشاعر بعدد كبير من الادباء والشعراء العراقيين ، وخصوصا في بغداد والنجف . كان راقم افندي ناقما وساخطا على بعض الولاة الاتراك وعارضهم بقصائده ، وكان قد تمّ تنصيب راقم افندي من قبل السلطان العثماني رئيسا لدائرة الاملاك السنية في ولاية الموصل فضلا عن منصب دفترداريته لولاية بغداد التي زارها بمهمة تفتيشية لها ولتوابعها العديدة . وكان راقم افندي يتميز فضلا عن كفاءته المالية والحسابية والتفتيشية بنزاهته وبراعته في اختيار موظفيه وعناده وصراحته وعزة نفسه وكبريائه وشعوره بالفوقية الدائمة . المؤرخ الاستاذ الدكتور سيّار الجميل يكشف تاريخياً لأول مرة عن هذا الشاعر النهضوي وسيرته واخباره وعلاقاته بعد قرابة 130 سنة على رحيله وكان في ريعان الشباب ، ويتدارس محقّقا ما تبقى من شعره ، ومن الأهم أن يكشف فيه عن اصل نوري السعيد بالتفصيل . اذ التقط سيار الجميل اشارة من الوثائق البريطانية ان اصل نوري السعيد من الموصل . كان سعيد افندي أحد ندماء الشاعر عبد الله راقم افندي ومن اصدقائه وأحد الموظفين في دائرته ، وهو محاسب او موظف حسابات موصلي اسمه سعيد افندي بن ملا طه بن ملا صالح الموصلي الذي اصطحبه معه في مهمة تفتيشية دفتردارية الى ولاية بغداد لمدة 3 شهور ، فعاد راقم افندي الى الموصل ، وبقي سعيد افندي ببغداد التي استقر فيها وتزوج بفتاة من القرغول ، وقد انجبت منه ولدا اسمه نوري وابنة اسمها فخرية .. ليكون لاحقا هذا الابن هو نوري باشا السعيد .. وفي سعيد افندي يقول راقم افندي :

ودادك يا سعيد أنار قلبــــــــي وأغرقني نوالك والمـــكارم

ملأتُ الصحف بالأرقام شكراً لكم ولأجل ذاك دعيت راقـــم

وتبين من خلال علاقات راقم افندي بالعديد من الشعراء والفنانين منهم احمد عزت باشا الفاروقي والموسيقار ملا عثمان الموصلي والشاعر السيد جعفر الحلي وغيرهم .. ويعد راقم افندي المؤسس العربي الاول للاناشيد وله اناشيد نهضوية يستنهض الهمم ضد الجهل والخروج من الظلام فضلا عن اكتشاف ان راقم افندي هو مؤلف اغنية ” عالروزانا عالروزانا ” ( التي غناها كل من الفنانين صباح فخري وفيروز ) واغنية ” يا خشوف على المجرية” – التي غناها الفنان ناظم الغزالي – وكلتيهما من الحان الموسيقار الملا عثمان الموصلي الذي كان صديقا للشاعر راقم افندي ويحي له السهرات في بيته بالموصل ….

ومن اشهر اناشيد الشاعر راقم افندي :

أشرقت شمس الفلاح وظلام الجهل زاح

وانزوى ليل الرقاد وضياء الجد لاح

فأصبنا من حميا كرمة العلم انشراح

وتقاضي كل حيّ ونأى عنا وراح

وتحلى كل فرد من رشاد بوشاح.

نقلا عن الزمان / لندن العدد 11- 12 مايس 2019

الشاعر الموصلي النهضوي مغمور الصيت عبد الله راقم افندي

شاهد أيضاً

رموز وأشباح الحلقة 42 : برقيات وشفرات أميركية أرسلت من بغداد طوال يومي 14-15 تموز / يوليو 1958 لماذا لم يتمّ رفع السرّية عنها بعد مرور اكثر من ستين سنة على الحدث ؟

رموز واشباح الحلقة 42 : برقيات وشفرات أميركية أرسلت من بغداد طوال يومي 14-15 تموز …