الرئيسية / الشأن العراقي / همسات في آذان العراقيين

همسات في آذان العراقيين


ضرورة الانسجام الاجتماعي
ليس هناك أقسى على المرء من أن يشهد فصولا جدالية عقيمة لا جدلية نافعة بين ساسة ومثقفين يعّدون أنفسهم من نسل حضارات بائدة، أو يجدون ذاتهم أكبر بكثير من حجومهم بين الامم. ولعل أكبر الادلة على تلك المعاناة هو ذلك التدّني اللااخلاقي الذي وصلت اليه بعض الانفس التي لا متنفس لها الا ان يأكل بعضهم بعضا مهما وصلت حال البلاد الى ادنى مستوياتها ركاكة وفوضى وبوهيمية غير متخّيلة أبدا. ان انفراط عقد حزمة القيم والمعاني الانسانية السامية.. بهذا الشكل لدى اناس تراهم جميعا وقلوبهم شتى، فهم عقلاء وسفهاء ولكن استبد بهم الجنون كونهم ليسوا بمتجانسين ابدا، ولا يعرفون معنى الانسجام ولا يفقهون كيفية السبيل لاغتنام الفرص التاريخية، ولا يعلمون أي قيمة لمشاركة حقيقية ولا يتفقّون ابدا على اي تجسيد للاهداف التي كانوا ينتظرون تحقيقها ولا يعملون ابدا على تقديم للاهم على المهم كما ولا يدركون أي منزلة هم فيها بعد ان افتقدوا عندهم روح التعاون والتآلف والتعايش والالفة والمحبة، وباتوا يركلون انفسهم بأنفسهم ليل نهار من خلال انقسام فاضح والاحقاد تشتعل في صدورهم، والكراهية تعمي عيونهم، وتلك هي لعمري قمة المأساة العراقية التي استمرت قرابة خمسين سنة ووصلت الى ذروتها اليوم.

الخروج من القوقعة
ان كل من يخالفني هذا ” الطرح ” اما ان ينزع الغشاوة الثخينة التي هو عليها او يقتلع الاقنعة التي مهر في ارتدائها زمنا طويلا.. واما ان يخرج من قوقعته الفكرية والجغرافية ليرى اوضاع بلاده كاملة من فوق، لا ان ينظر اليها من زاوية افقية محددة، فلا يرى من خلالها الا نفسه وعشيرته او طائفته وملتّه في دائرته الضيقة! ولم أكن أتخّيل أبدا ان العصابية ستطول حتى بعض الذين يسّمون أنفسهم بالمثقفين التقدميين الذين كانوا يروّجون عن انفسهم انهم ضد التخلف والرجعية حتى العظم! لقد علمتني تجربتي المتواضعة في قراءة تاريخ العراق بأن الناس يختلفون فيه من عصر لآخر ومن جغرافية عراقية لأخرى وانا أتأمل ذلك ” التاريخ ” في خطوطه ومسالكه والوانه، بل وافكر في كل دقائقه وخباياه، فثمة ملتقيات في الذي اسميته في فلسفة التكوين التاريخي بالابوة والبنوة في سلالات الاجيال.. اذ لا يمكن ان يولد التاريخ من فراغ بكل ظواهره واحداثه وبكل نصاعته او بشاعته! وان الكارثة لا يمكن ادارتها من قبل شخص واحد او مجموعة واحدة، بل وانها تتبلور نتيجة تشّظي عوامل مختلفة تلازمت بعد تلاقحها على ان تودي بحياة أي مجتمع مهما كان صلبا وقويا الى حيث الهاوية.. وعليه، لابد من تداركها مهما كلّف الامر من جهد وأتعاب سنين.

ايها العراقيون: لا تغرنكم الاقاويل والمفبركات
قلت قبل سنوات خلت وفي واحدة من مقالاتي التي نشرت عام 2005: ” ولا يغرنكم قول البعض ان عصر الديمقراطية قد انفتح وان ما نشهده اليوم هو الديمقراطية بحد ذاتها، ذلك لأن الصراع من أجلها ازاء من يريد الاجهاز على بداياتها سيستمر طويلا وربما يتجاوز العام 2009 الذي كنت قد حددته كبداية حقيقية للعراق الجديد ومنذ سنوات خلت، وان لا ديمقراطية في مجتمع تسود فيه النزعات الماضوية والتمذهبات الدينية والعلاقات الرديئة والاهواء الانقسامية والدعايات الماكرة.. ” بل استطيع وصف ” الحالة ” بأنها الفوضى القيمية في ادارة الازمة والسياسة الداخلية والعملية السياسية والانتكاسات المريرة في حياة المجتمع بأقسى ممارساتها واعتى فوضويتها عندما تصل هوة الانفصال وقوة الشراسة والتوحش وقعر الغباء والبلادة الى احطّ درجاتها، اذ يغدو الصراع السياسي اقوى معّبر بكل فضاعته عن حجم الاحتقان الاجتماعي.. ليس لدى الافراد او لدى بضعة جماعات، بل الى اعماق الفئات الاجتماعية التي لا تدرك قوة انتاج المعاني ولا تفقه نفع التحولات ومسيرة الحياة، ولم تعد تأبه للنزعة الوطنية التي مهما حاول العقلاء تربيتها في النفوس وترويضها في الصدور، فالتمرد عليها كان وسيبقى اقوى بكثير من هلاميتها واكذوبتها بدليل تعدد الولاءات وزحمة الميول والاتجاهات.. والكل يتكلّم باسم الشعب العراقي، والشعب مذبوح بالامه واحزانه ومصائب يومياته ونقص احتياجاته وخدماته كبشر سوي مثل باقي البشر. فالناس تطالب بكل ما يلزمها منذ ان حّلت فواجع صدام حسين عليهم مرورا برحيله ووصولا الى اكثر من سنتين على ذاك الرحيل ولم يتحقق شيئ حتى يومنا هذا.

من رعب الدولة الى الخوف من المجتمع
وليس لقسمات واسعة من المجتمع الذي لم تعرف الوداعة والهدوء يوما والاجتماع على اهداف وطنية حقيقية الا الانتماءات والولاءات الاخرى التي تتكالب من بينها قوى معروفة ومعينة طمعا في جاه ومنصب ومال ومكافئات ومنح، وسعيا لمنافع شخصية ومكاسب معنوية او سياسية او مادية والاختلاسات في مقدمتها .. وخصوصا بين السياسيين والمثقفين الذين لا يمكنهم ان يتقّبل احدهم الاخر لاسباب معقدة سايكلوجية وسوسيولوجية بالاساس قبل ان تكون سياسية وفكرية – كما يدّعي المتفلسفون – هل تأمل العراقيون كيف يرفضون بعضهم بعضا لأتفه الاسباب؟.. وان كل الاختلافات السياسية ان بحثنا في اسبابها وجدناها تمتد الى جذور طائفية او قبلية او محلية مناطقية أو شخصية نفعية بنتهامية فالسياسة يتلبسونها زورا وبهتانا ومعها يلوكون حفنة من الكلمات والشعارات باسم المبادئ والقيم سواء كتلك التي كان يمارسها الجلاد ام من سبقه في جلد العراقيين.. ويبدو النفاق السياسي عملة رائجة عند الساسة العراقيين وهم كمن ينزع جلدته الايديولوجية القومية التقدمية ويحلق شاربه الاسود الكث ليغدو فجأة معمما يتكلم باسم ” الدين ” وهو لا يستطيع تركيب جملة مفيدة باللغة العربية!!
اما الجانب الاخر من الصورة الموحشة والحزينة، فهو المعبّر عنه نتيجة التحولات الفجائية المفجعة في اوضاع المجتمع الذي انتقل على مراحل: من خوف الدولة انتقالا الى الخوف من السلطة والحزب الواحد ومرورا بالارتعاش من النظام وانتهاء بالخوف من المجتمع نفسه.. اننا نحصد حقا ما فعلته الحكومات العراقية السابقة التي كان لسياساتها البلدية والمحلية والجهوية والعشائرية والسكانية وآخرها ” الحملة الايمانية ” بتأثير الارتجاج التاريخي الذي حدث في العام 1979 لخطايا لا تغتفر وعّم جميع المنطقة مما خلط الامور وجعل عاليها سافلها نتيجة ما اسمي وقت ذاك بـ ” الصحوة الدينية ” والتي راهن عليها اغلب المفكرين العرب، فما كان منها الا ان انتجت: تعصبات دينية وجماعات تكفيرية ومراسيم بدائية او عوامل عاطفية او قرارات بريئة خلطت الاخضر بسعر اليابس وخصوصا في العراق ومنذ زمن ليس بالقصير لم يستطع المجتمع الابقاء على علاقاته القديمة التي حاربها الليبراليون والتقدميون والقوميون والاشتراكيون بدفع المجتمع ليتداخل بعضه بالبعض الاخر مما انتج قيما غريبة واساليب فجّة.. نعم انها مواريث صعبة جدا ستمتد بقاياها الى خمسين سنة من اليوم – كما ارى –!

البلادة والتوحّش
لقد عرف العراق ابان النصف الثاني من القرن العشرين عصابات واولاد شوارع ورعاع ومخبولين واصحاب سوابق وذوي عاهات واشقياء من الذين لم تكن لهم القدرة على العمل الا في الاوكار القميئة تحت الارض.. فظهر منهم ساسة وبعض حكام ساهموا عن قصد وسبق اصرار بانتاج كل البلايا والرزايا في الحط من شأن طبقات المجتمع كلها وهدر الكرامات واعدام الشخصيات وتعذيب البشر واذابة اجسادهم.. لقد كانوا مهرة في صناعة مناهج التوحش والتمّرس على اساليب الذبح وقطع الرؤوس وألاذان وجدع الانوف والالسنة ووشم الجباه.. ودفن البشر احياء ومنهم الشيوخ والنساء والاطفال.. ناهيكم عما تبلور من قيم موبوءة بالفاحشة والتمردات والمشاغبات والوشايات والتجسس وكتابة التقارير الحزبية والايذاء المشروع والتهجير القسري والاستئصال العرقي والابادة الجماعية وهتك الاعراض كل ذلك جرى في العراق في سنوات مرعبة عاشها العراقيون وخصوصا ابان اشرس حرب عرفها التاريخ لثمان سنوات عجاف.. بقيت آثارها السايكلوجية (والباثجينية) مطوية كالدمامل لم تتفجر الى السطح، فوجدت اليوم متنفسا لها للتعبير عن اشد الحالات فظاظة وفضاعة وقسوة بعد انفجارها وتدفق قيحها في كل اتجاه..
وعليه، فان العراق بحاجة الى فترة نقاهة تاريخية لمدة عشر سنوات على الاقل وتعد فترة انتقالية ينتقل خلالها من اوضاعه السابقة الى اوضاعه اللاحقة.. لقد كانت كل السياسات التي اتبعت في العراق منذ سقوط النظام السابق في العام 2003 وحتى اليوم خاطئة – مع الاسف – ومزدوجة ومبهمة ومخترقة وفاشلة وقابلة لاستيعاب الاملاءات من دون استخدام حتى مبدأ (خذ وطالب) او اعلان ما يشبه (الاحكام العرفية).. وان الكل يتحث عن ضعف في قدرة القادة الجدد في الحسم واتخاذ قرارات جريئة.. بل وان اساليب ادارية وسياسية تتّبع من دون ان يرضى عليها الشعب العراقي.. ولا يمكن ان يعّلل كل ما يحدث كونه ثمنا للحرية السياسية أو التحرر الفكري، فالسياسة والفكر شيىء والادارة وضبط الاوضاع الامنية شيئ آخر وخصوصا في العراق بوضعيته العادية، فكيف الامر اذا كانت احواله مزرية بالشكل الذي نعيشه، وأقول للعالم جميعا بان أساليب ضبط الدواخل العراقية من اصعب المهام التي تواجه حكام العراق على امتداد التاريخ. وكثيرا ما اقول بأن تعيس الحظ ذاك الذي يحكم العراق.

للديمقراطية مستلزماتها
ان مجرد المناداة بالديمقراطية شيئ عظيم ليس في العراق وحده، بل في بلدان الشرق الاوسط كلها.. ولكن للديمقراطية مستلزماتها وظروفها وعالمها ومناخها الذي غدا لا يمكن استعارته فجأة لنرضي انفسنا او لنرضي الاخرين وكأن العراق خال من العقلاء والفضلاء والاذكياء والحكماء الذين عاشوا طوال حياتهم نزهاء زاهدين حتى في لقمة عيشهم وما كانوا من الطامعين ابدا أو المرتشين او المختلسين او طلاب الولاية، اما ان تسيطر على دفة القيادة وتترك شأن السفينة تائهة في بحر عميق وقد تدري او لا تدري انك فتحت فتحة في قاع سفينتك المبحرة التائهة في البحر وهي مثقلة بحمل ثقيل! فأي ضرورات هذه التي يتشدقون بها وهم يحثون الخطى نحو تفسيخ البلاد تحت مسميات شتى، بل ووصل الامر الى ان تتهم كتل سكانية كاملة بشتى التهم البشعة نتيجة ما فعله نظام جائر، ولماذا غدا ” التمذهب الديني ” سمة تطلق علانية في تشخيص الناس سياسيا واجتماعيا، والمصيبة ان يأتي على لسان عضو جمعية وطنية مرات ومرات على شاشات الفضائيات. ان هذا كله قد خلق اعداء اضافيين عندما اجدهم يسمعون وهم يتألمون كيف تطلق الاوصاف السيئة على مناطق ومدن واقاليم كاملة من قبل كل الاطراف العراقية. ان قوى بشرية ونخبا مثقفة وفئات سكانية لم تزل اسيرة لما يقوله هذا او لما يردده ذاك في غمرة تدفق اعلامي واسع النطاق! ان المشكلة الحقيقية انما تكمن اصلا في التمترس وراء سياسات دينية اعلامية لا سياسات مدنية قانونية، وان التفرقة غدت تحصيل حاصل عند كل اطراف المجتمع، وهذا لم يحصل في تاريخ العراق ابدا.

التجارب القاسية
لقد علمتنا التجارب المرة ان المخاض صعب جدا في التعامل مع نخب متصارعة واحزاب متناقضة ومواقف متناحرة وبين اقوام غير متجانسة ابدا وبين اناس يبطنون عكس ما يظهرون – بل وكما يقول الصديق امير الدراجي وهو يفلسف سايكلوجية العراقيين السياسية -: ان هناك من لم يزل يحافظ على تقاليد الاختباء والكتمان المفضوح وكتم الاسرار وربما اضيف على وصفه البارع: كأن العراقيين من الخشب المسنّدة في متحف حزب قديم اكل الدهر عليه وشرب.. فكل العالم قد تغّير بعد ان مارس نظرية غورباتشوف في البيروستريكا (اعادة البناء) والغلاسنوست (الصراحة والشفافية) ونحن لم نتغّير ابدا!! وقد بدأ العرب يتغيرون وينادون بالتغيير بعد ان فتح العراقيون الطريق واسعا امام الجميع، ولكن العراقيين يبدو انهم ساروا في طريق الضياع، انه يمكن ان يعيدوا بناء انفسهم وثقافتهم وسياستهم واستراتيجيتهم وبلادهم من دون اي شفافية، والشفافية ليست مصطلحا فارغا كما يجري استخدامه عند كل من هبّ ودبّ من دون اي ضوابط ولا اي ممارسات، فكيف تمارس الشفافية ونزعة الالغاء والاقصاء موجودة عند الجميع؟؟ هل سمعنا ان شعبا يلغي نفسه بنفسه من خلال اقصاء هذا لذاك وقد وصل الامر حتى لالغاء وجوده! بل وان الذي يحدث ان يقوم الساخطون – حتى على انفسهم – بالتطاول على من له خبرات علمية ونضالات سياسية وتواريخ ثقافية.. والمنطلقات أغلبها سايكلوجية وسوسيولوجية، فهي كانت ذاتية مرضية وربما طائفية مهووسة وربما عن قناعات غبية!!
وهكذا، فليس كما يدعّي المتفائلون الذين يريدون خلط الاوراق والبقاء في تهويم النفس والذاكرة واذكاء خصب العاطفة المتوقدة – كما هي كانت اجابة من يسأل عن وضع العراق قبل سقوط النظام وايام الحروب والحصار -: ” اننا بخير وصحة وعافية ” او ” انها شوية مشاكل سنقضي عليها “! لا ابدا ايها الاحبة، فالشرخ يتسع على الراتق يوما بعد يوم، وان الحال يمشي من سيئ الى أسوأ في شرايين المجتمع العراقي نتيجة حدة الانقسامات وتفاقم الاحتقانات، ربما تنهض مؤسسات الدولة من كبوتها ومن انسحاقها بعد عمر طويل وهي تتنفس من جديد في ظل تطور واضح المعالم وانتعاش في الاوصال الاقتصادية ونمو في المؤسسات والخدمات كما تخبرنا اياه اخر التقارير حول انتعاش الاقتصاد العراقي وحتى العملية السياسية مع افتقاد الحالة الامنية وانسحاق الخدمات البلدية والعامة وتدهور حالة التعليم في المدارس والجامعات.. ولكن مشكلتنا الاساسية في مجتمعنا بالعراق ليس في ظل قرارات كارثية مفجعة كالتي اوصلت العراقيين الى هذا المآل عبر السنوات الصعبة المنصرمة ايام حكم الطاغية الجلاد، بل في ظل ممارسات اجتماعية كارثية يتلبسّها سياسيون ومثقفون ومعممون ومشايخ دين ورجال عشائر وحزبيون منتفخون ومغتربون لا يعرفون ماذا يريدون، او انهم لا يتفقون اصلا في ما بينهم على اجندة وطنية يمكن ان نسميها بعراقية مدنية حقيقية! ان المشكلة لا تنتهي بتبويس اللحى او بعفا الله عما سلف، او بادخال انفار الى لجنة صياغة الدستور.. انها معضلات جسيمة سوف لا يتم القضاء عليها بسهولة ان لم تتوقف الاقصاءات والاساءات واذكاء المشاعر الانقسامية وتطّهر الاجهزة الرسمية من الفساد، وان لم يغدو حكم القانون نافذا على ايدي اناس اقوياء.. وان لم تعتمد على ابنائك العراقيين كلهم في الاتفاق على المبادئ بعيدا عن الاستعانة بالخارج سواء كان ذلك الخارج عربيا او اقليميا او دوليا.

نشرت في جريدة الصباح البغدادية ، 17 ايلول / سبتمبر 2009 ، ويعاد نشرها على موقع الدكتور سيار الجميل
www.sayyaraljamil.com

شاهد أيضاً

نقطة نظام ضد الفساد والمفسدين والفاسدين

ملاحظة : طلب مني عدد من الاصدقاء العراقيين ان اعيد نشر هذا ” المقال ” …