الرئيسية / النقد السياسي والتاريخي / بنية المجتمع العراقي.. الثقافة الاجتماعية: خصوصيات الطيف

بنية المجتمع العراقي.. الثقافة الاجتماعية: خصوصيات الطيف


مدخل : مفهوم الثلاثية العراقية
كنّا قد شرحنا في ما سبق مفهوم الثلاثية الاجتماعية العراقية التي تتركب منها بنية المجتمع العراقي ، وهي المدينة والريف والبادية .. ولقد اوضحنا طبيعة كل من العلاقات او التناقضات في ما بين هذه الظاهرة التي افرزها تاريخ طويل من متغيرات المجتمع العراقي الحديث على امتداد خمسة قرون ، بدءا بالقرن السادس عشر وانتهاء بالقرن العشرين .. واذا كان المجتمع العراقي قد رضخ للحكم العثماني ومؤثراته القوية ، وخصوصا في المدن التي كانت قوتها تتمثل باعيانها وابرز رجالاتها ، فان الريف كانت تمثله العشائر عربية او غير عربية ، وتتمثل قوته بالشيوخ العرب والاغاوات الاكراد .. اما البادية ، فلم تتبلور ادوارها الا في القرن التاسع عشر ، اذ منح بعض شيوخها العرب درجة متميزة من التقدير ، وخصوصا ، في عهد السلطان عبد الحميد الثاني .. الذي كان مهتما بدرجة أو اخرى بالعراق .. ولعل اربعة قرون من تاريخ المجتمع العراقي عثمانيا قد افرز نتائج خطيرة على امتداد القرن العشرين .. وتتقاسمها كل من المدينة والريف ، فاذا كانت المدن قد بقيت لها ادوارها على امتداد خمسين سنة 1908 – 1958 وعلى العهد الملكي ، فان الريف ، يتملك السلطة لأول مرة على ايدي العسكريين والحزبيين لخمسين سنة ثانية 1958 – 2003 . دعونا نشخّص الظاهرة الثلاثية .

تشخيص الثلاثية الاجتماعية
تشخص ظاهرة ” الثلاثية الاجتماعية ” للمدينة والريف والبادية في المجتمع العراقي ، قبل غيره من المجتمعات العربية الأخرى ، إذ أن ” الظاهرة ” نكاد نجدها في اغلب مجتمعاتنا في المنطقة .. وهي التي صاغت كل التاريخ ، ليس الاجتماعي حسب ، بل السياسي بسيطرة تأثير واحدتها على الأخرى إبان القرن العشرين . دعونا ، نتعمق شيئا فشيئا في فلسفة هذا ” الظاهرة ” عراقيا .. فماذا سنجد ؟ سنجد أن هذه الثلاثية ، تعد واحدة من ابرز الظواهر المترسخة في وجدان الناس حتى في اللاوعي ، اذ يجد كل عراقي نفسه وهو يحمل ميراث ما تربى عليه من اعراف وتقاليد وقيم معينة طوال حياته .. ولا يمكنه ان ينفصم عنها ابدا .. ان ابن المدينة لا يمكنه ان يكون ريفيا ، ولكنه تأثر في الخمسين سنة الاخيرة بقيم الترّيف العراقي في كل المدن ، وخصوصا العاصمة والمدن الكبيرة .. لم يكن ابن المدينة يستخدم الا لهجته التي تّربى عليها ، ولكنه بدا اليوم وقد تأثرت لغته بالكثير من التعابير غير المألوفة في مدينته ، وتأثر ذوقه ايضا ، واختلف كثيرا عما كان سائدا في منطقته .. ولم يعد المرء يقف على لهجات بغداد القديمة مثلا سواء تلك التي كانت في الكرخ ، ام في قسمات الرصافة ! ان الاختلاط بين عناصر ثلاثية المجتمع ، لم تجد نفسها متناسقة في توزيع الأدوار ، ووحدة المواقف ، وانسجام الرأي نظرا لاختلاف ليس العادات والتقاليد فقط ، بل اختلاف التفكير واساليب الحياة بين طرف وآخر .. فكان ان نتجت فوضى واسعة في القيم والسلوكيات .. ناهيكم عن عهر القيم السياسية التي سادت في العراق منذ خمسين سنة ! ان اختلاطات منكرة قد حدثت في المجتمع العراقي الذي حكمته المستويات والطبقيات والاختلافات على امتداد تاريخ طويل ، وفجأة يجد المجتمع نفسه يعيش ارهاصات غاية في التوحش .
وتعد الاعتبارات الاجتماعية التي تنضجها المستويات الثقافية ، من أهم العناصر التي يتعامل معها أي مجتمع تعاملا يوميا ، رسميا وشعبيا كونها عنوانا ورمزا ودليلا للإنسان ، والأسرة ، والعشيرة أو القبيلة ، وأي جماعة في المجتمع ، وأنها أداة وضرورة للتفاهم ليس في زمن معين ، بل تبقى ملازمة في حالتها لازمان متعددة مضت .. ولقد اتخذت لها عدة مناح تتصل بالدين تارة ، وبالقومية وبالقبيلة ، أو العشيرة ، وبالطائفة ، والمهنة ، والمكان ، وبالهيئة الخ أنها مرة زينة للإنسان ووعاء له ، ومرة مجلبة للمتاعب والمصاعب .. وخصوصا في مجتمعاتنا في منطقة الشرق الأوسط .

البنيان المرصوص
إنها صحيح بنية متراصة جغرافيا ، وربما لا يمكن أن أجد مثلها في ثقافة أو تاريخ ثقافة أخرى الا بصعوبة.. في حين تتوفر كاملة غير منقوصة في الثقافة العراقية.. فهي بنية متراصة جغرافيا ، ولكنها متشكلة من انساق متنوعة ومتعددة لا حدود لها. والنسق لا يقتصر على شكل معين، بل على مضمون واحد أو عدة مضامين – كما تقول أفكار ميشيل فوكو وهذا ما لم نجده في ثقافات أخرى. هذه الأنساق لم تجد نفسها بين يوم وليلة، بل لها امتداداتها في أعماق الزمن البعيد، لكي نجد بقاياها وبعض رواسبها حاضرة حتى يومنا هذا بأشكال ومضامين متنوعة ، وتجسدها عادات وتقاليد لمكونات اجتماعية ربما تتعايش معا في الظاهر في مدينة واحدة ، ولكنها تتباين على اشد ما يكون التباين في الباطن. إن طعام البدو هو غير ما يأكله ابن الريف .. وكل منهما لا يعرفان أبدا اكلة الدولمة العراقية التي تجيدها نساء المدن !

التصانيف الجغرافية : الوان المجتمع يتوافق والوان الطبيعة
البعض يعدون ثقافتنا العراقية جزءاً لا يتجزأ من الثقافة العربية الواسعة، فلماذا كل هذه ” الخصوصية ” والتأكيد عليها؟ ويتساءلون: الا يعد ذلك خروجا عن سياق التكوين الثقافي في العراق ويؤسس لشعوبية جديدة؟ وإنني أجيبهم قائلا بأن عليهم أن يتعرّفوا على معاني كل من الخصوصية والشعوبية ، ويتأملوا طويلا في ألوان ثقافة العراقيين التي تعتبر تواريخها وجغرافياتها مستقرا للثقافة العربية كلها منذ أزمان وأزمان، ولكن ثمة خصوصيات تمتلكها الثقافة العراقية مع اعتزازنا بالعروبة وبثقافتنا العربية، ولكن لو قورن العراق بغيره لوجدنا ثمة ثقافات عديدة تنتشر في العراق منها ما يعود إلى آلاف السنين لأقوام لم تزل تزاول ثقافتها في الكنائس والأديرة والمعابد التي يعود تاريخها إلى القرن الأول لميلاد السيد المسيح.. ان تعبير ” الشعوبية ” استخدم طويلا وكثيرا في العراق ، واليوم ينفر منه عدد كبير من العراقيين كونهم يعتبرونه تهمة باطلة .. واذا كنا ندرك بأن هذا ” المفهوم ” قد استخدم في كلّ من العراق والاندلس ، وان الاندلس قد ازيلت من التاريخ منذ قرون ، ادركنا بما لا يقبل مجالا للشك ان ” الشعوبية ” اقترنت باولئك العراقيين الذين ينكرون العروبة أو يتنكرون لها ، ويشتمونها ، ويحّطون من شأنها كونهم يرتبطون بمشروع مضاد للعرب تاريخهم ووجودهم !
ان المجتمع العراقي لم يكن كله عربيا ، بل هو متلون على اشد ما يكون التلوين .. وبالرغم من ان العرب يشكّلون مادته الكبرى ، الا ان الطيف العراقي يجمع عدة ثقافات قديمة ومستحدثة وطارئة في كل فجواته وبيئاته .. وبقدر ما تلون المجتمع تاريخيا ، بان تلون ثقافته جغرافيا قد اكسبه درجات هائلة من القوة والانشداد ، وخصوصا ايام التحديات التاريخية الكبرى .. ان الثقافة العربية في العراق تكاد تكون هي الطاغية على كل المرافق والميادين .. بحيث انضم اليها باستخدام اغلب او كل اساليبها اغلب الوان الطيف العراقي .. بل كانوا وما زالوا ـ مثلا ـ يستخدمون الاسماء والالقاب والكنى العربية .. ان الثقافة العربية في العراق قد تراوحت بين ضعفها وتطورها نسبة الى درجة قوة المجتمع وعلو حضارته او خفوتها بين عهد وآخر ، او بين جيل وآخر .. اما بالنسبة للبيئة الجغرافية ، فاننا نجد ان أي ثقافة اجتماعية من ثقافات العراقيين وقد تلونت بلون البيئة التي تطورت فيها على ايدي ابناء تلك البيئة الجغرافية ، فثمة ثقافة نهرية ، وأخرى ثقافة جبلية منعزلة ، وثالثة ثقافة استبس ، ورابعة ثقافة صحراء بدوية ، وخامسة ثقافة اهوار وبحيرات ، وسادسة ثقافة سهول زراعية ، وسابعة ثقافة بساتين من نخيل ورمان واحماض واعناب .. وثامنة ثقافة مدن وعتبات وحضرات انبياء واولياء مقدسة وتاسعة ثقافة مدن بمستويات عدة وعاشرا واخيرا ثقافة ما وراء المدن مهمشة واقصائية ، بل تكون في بعض الاحيان محتقرة لاصناف من الطرداء والنازحين وهناك منهم الكاولية والقرج !

الخصوصيات التاريخية سر الجماليات المعاصرة
هناك ثقافة نهرية لدجلة للصابئة المندائيين ، أو ثقافة لليهود العراقيين ن وكلتاهما لم تزل حية ترزق حتى يومنا هذا من دون الآخرين منذ آلاف السنين ، إذ أن ثمة تقاليد ثقافية عراقية يتميز بها اليهود العراقيون ومازالوا يتشبثون بها حتى وهم في إسرائيل.. وهناك لغة وثقافة كردية عراقية لها تميزها وخصوصياتها البهدينانية او السورانية ليس على مستوى تقاليد الناس حسب بيئاتهم الجبلية ، ومثلها ثقافة مسيحية واضحة لكل من الكلدان والآثوريين والسريان الآراميين متدرجة بين المدن والبلدات ، أو في ريف نينوى .. وثمة ثقافة تركمانية لها خصوصيتها وعراقتها وخصبها في ثنائيتها المدينية والريفية .. ثمة ثقافات مغلقة لدى كل من اليزيدية في أطراف الموصل على جانبي دجلة ، أو الشبك في قرى الموصل الشرقية ، والمعدان في اهوار الجنوب.. والأرمن في كل الموصل وبغداد .. ثمة تباينات واسعة في ثقافة العراقيين العرب من منطقة إلى أخرى ومن مدينة إلى أخرى.. الخ كل هذا وذاك لا نجده في أي مجتمع عربي مهما بلغت به التنوعات ، ولنأخذ لبنان مثلا في المشرق ، أو الجزائر في المغرب.. فمن الضرورة أن تعترف الثقافة العربية نفسها بأن الثقافة العراقية هي المصدر الأول لمواريثها قاطبة منذ آلاف السنين.. وينبغي على العراقيين أن يدركوا أن تنوعات ثقافتهم هي سر جماليات تلك الثقافة ، علما بأن العراقيين قد تأثرت ثقافاتهم بكل من الإيرانيين والأتراك في العصر الحديث كثيرا ، كما هو حال بقية الولايات العربية التي بقيت في ظل حكم الامبراطورية العثمانية قرابة اربعة قرون ، أي منذ القرن السادس عشر حتى القرن العشرين . واذا كانت تلك ” الولايات ” قد تأثرت بالعثمانيين ، فان المجتمع العراقي قد تأثر في اقسام منه بالثقافة الايرانية المتاخمة له تماما شرقا .. بل وكانت كل من ايران والاناضول مصدرا لعدد كبير من النازحين الذين استوطنوا العراق منذ مئات السنين .

انعدام الانسجامات وتلازم الانساق
وعليه، فان بنية المجتمع العراقي يختزن ثقافات متنوعة في داخلها ، وهي مخصبة وفاعلة تعمل على الأرض ، وهي متعايشة برغم انعدام تجانساتها.. إن الأنساق الثقافية العراقية غير متجانسة أبدا، ولكنها مترابطة مع بعضها البعض ترابطا عضويا ولا يمكنها أن تنفصم أبدا، فالنسق – أي نسق – لا يمكنه أن يحيا لوحده من دون ترابطه بالنسق الآخر. دعونا نتوقف قليلا عند الأنساق المتباعدة، إذ أجد ثمة افتراقات واسعة داخل بنية المجتمع العراقي كانت سببا في إنتاج تناقضاته التي لا تنضب أبدا، وهي بحاجة إلى سياسات مجّردة من كل ميول ، أو اتجاهات.. من كل ما يتعلّق بتعاطف قبلي ، أو بيئي ، أو جهوي.. لنعترف ان ليس هناك أية انسجامات ثقافية بين ثقافات المدن والريف والبادية . من طرف آخر، ينبغي ان نعترف أن ليس هناك انسجامات بين ثقافة عرب الشمال عن عرب الجنوب ، وبين ثقافة ابناء الجزيرة الفراتية عن أبناء الفرات الأعلى ، عن أبناء الفرات الأوسط ، عن أبناء الجنوب ، بل لنعترف -إن أسرار قوة الثقافة العراقية في ألوانها ومصادرها وطبيعة تكويناتها ومنتجاتها لأجزاء جغرافية طولية ثقافة شرق دجلة اللواحقية التعددية وثقافة ما بين النهرين الأساسية والمختلطة وثقافة غرب الفرات البدوية ، ولم يزل مصطلح ، أو تعبير ” الغربية ” ساري المفعول لدى قسمات العراق الجنوبية . إنني أرى بأن انساق العراق الاجتماعية متلازمة من خلال الربط الجغرافي المحكم لوادي الرافدين .. وعلى أشد قوة من التلازم بسبب المصالح المشتركة .. ولكن أجد تخلخلا قي الانسجامات الثقافية بين بيئة عراقية وأخرى .. بل يكاد ينعدم الانسجام تماما منطقة وأخرى .

توافق الاساليب وتبايناتها
لنعترف بأن ليس هناك انسجامات ثقافية في أسلوب حياة العراقيين . إن الثقافة العربية هي بمثابة الأم العراقية منذ القدم ، ونجد أن تأثيرها لا يقتصر على البادية والريف فقط ، بل نجده كاسحا في اغلب المدن العربية ، وان كل من توّطن العراق أصبح يحمل الثقافة العربية بالضرورة كي يندمج اجتماعيا ، إذ يبقى في حالة ضياع إن لم يجد بغيته منها .. ولقد تعّرب كل من استوطن المدن الكبيرة منذ القرن الثامن عشر سواء كانوا من أصول أناضولية ، أو إيرانية ، أو قوقازية ، أو هندية .. الخ . ان ثقافة العرب هي المسيطرة على المجتمع العراقي بحكم قدم المجتمع العربي في العراق ، ودوره في إثراء اللغة والثقافة والحضارة العربية منذ القدم .. وثمة ثقافة المسيحيين العراقيين الآرامية الكلدانية ، أم السريانية ، أم الآثورية.. وثمة ثنائية ثقافية للأكراد السورانيين والأكراد البهدينانيين.. عن ثقافة الكرد الفويليين الشرقية ، والكرد الكويان الزازائيين الشمالية المتنوعة.. ولقد وجدت أن ثقافة الفويليين العراقيين لها درجة معينة من الخصوصية ، ليس لكونهم من الشيعة الجعفرية ، بل لكونهم يرتبطون بقيم جغرافية واجتماعية شرقية تختلف عن ثقافة الكرد العراقيين في الشمال ، وهم أكثر اندماجا باللغة والثقافة العربيتين .. ولقد برز من الفويليين مثقفون عراقيون لهم مكانتهم في الثقافة العربية .. ثمة ازدواجية بين ثقافة التركمان المدينية والقروية تأخذ لها طبيعة الاستبس دائما ، مع تباين مذهبي شيعي سني بين بقايا قزلباش وبقايا دول تركمانية .. وهناك ثقافة مائية للصابئة العراقيين النهرية وخصوصية لثقافة اليهود العراقيين القديمة في مدن كبيرة مثل بغداد والموصل مختلفة عن بقايا ثقافة يهود ريف عراقي يتوزع في أماكن عراقية ( الكفل في الفرات الاوسط او في بعض قرى كردستان شمالا ـ مثلا ـ ).. وهناك ثقافة اليزيديين المغلقة التي كانت إلى زمن قريب منعزلة عن الآخرين ، ومحتفظة بطقوسها وعاداتها .. ولقد وجدنا أن ثمة اختلافات ثقافية لريف اليزيدية بين بحزاني وبعشيقة والشيخان شرقي دجلة عن ريف جبل سنجار غربي دجلة وثقافتهم مزج من ثقافات المحيط العربي والكردي الذي يعيشون فيه .. أما ثقافة الشبك ، فهي حصيلة ثقافات محلية متشابكة متوزعة على امتداد خط عمودي طولي من قرى شرق الموصل .. أما خصوصية ثقافة الأرمن المدينية ، فهي معبّرة عن روح قومية لأقلية عراقية وجدت في العراق ملاذا كريما لها ، وانخرطت في حياته الاجتماعية مبدعة في مهن عدة تجيد صنعتها ، ولها احترامها من قبل الجميع . وثمة جماعات محلية تعيش في المدينة ، أم الريف ، أم على الأطراف ، وتتميز كل منها بخصوصياتها المحلية ، سنجد الجرجرية في غربي الموصل ، وسنجد الكاكائيين يعلنون عن أنفسهم ، وهم يتوزعون في بعض المدن ، وسنجد ثمة بهائيين لم يعلنوا عن أنفسهم يتوزعون في بغداد وكركوك والموصل .. سنجد الشروك وقد انتشروا وراء سدة ناظم باشا ببغداد ، وكانت لهم تصرفاتهم على أطراف بغداد .. ومن ثم اندمجوا فيها وأثّروا عليها كثيرا .. سنجد الغجر العراقيين الذين كانوا ينتقلون من مكان إلى آخر ، وهم الكاولية كما يسمونهم في بغداد والجنوب ، أو القرج كما يطلقون عليهم في الموصل والشمال .. وهم جماعات مهمشة تماما ، بل ومحتقرة في عموم المجتمع ، ولا احد يرضى عادات الغجر وخصوصا في مجتمعاتنا ..
دعوني أعالج التطبيقات والتفاصيل في تحليلات فصلات أخرى من حياة بنية العراق الاجتماعية .

فصلة من كتاب الدكتور سيار الجميل : بنية المجتمع العراقي ( الجزء الاول ) .
مصادر الموضوع ومراجعه في هوامش الكتاب المذكور
الزمان ، الف ياء ، 25 ايار / مايس 2009 ، ويعاد نشرها على موقع الدكتور سيار الجميل
www.sayyaraljamil.com

شاهد أيضاً

على المشرحة.. لا مواربة سياسيّة في الحوار العلمي (الحلقتان الثالثة والرابعة)

ثالثا : الاحرار العرب : مستنيرون لا خونة ! 1/ اخطاء تاريخية وتحريف للتاريخ ويستكمل …