الرئيسية / افكار / مدينة فاضلة دمّرتها الزعامات!

مدينة فاضلة دمّرتها الزعامات!


زعامة متصالحة مع جميع العراقيين: ضرورة تاريخية
ليست المشكلة في العراق في الزعامة تفسها، بل بنوعية هذه الزعامة، وحجم مصداقيتها، ومدى قوة ارتباطها بهموم الناس وحياة الناس.. ليس العراق مدينة فاضلة، او جمهورية مثالية، كما يعتقد اغلب العراقيين، بل انه من البلاد الصعبة التي يصعب حكمها. لقد اثبتت تجارب التاريخ ان العراق بحاجة الى زعيم من نوع خاص لا كومة من الزعماء الرعويين.. زعيم متصالح مع نفسه، ويدرك مشكلات العراق ومعاني العراق وتاريخ العراق.. زعيم انبثق من مجتمع معين في العراق، ولكنه يعتبر نفسه ابنا انجبه العراق، لا ابن عشيرة او قبيلة او مدينة او اقليم او دين او طائفة او قومية.. الخ زعيم هّمه الوطني يسبق كل اهتماماته الاخرى.. زعيم له قدرات قوية وسياسة ذكية تمكناه من استخدامها في التعامل مع داخل العراق، وتجعله بارعا في استخدامها مع دول الاقليم اولا والمجتمع الدولي ثانيا، فضلا عن تطابق قوله وفعله معا. ان الزعماء الذين حكموا العراق على امتداد خمسين سنة لم تكن لهم كفاءاتهم وقدراتهم السياسية بالرغم من رسوخ الوطنية عند بعضهم، او مدى نزاهة ونظافة ايدي بعضهم الاخر.. او ما يتصف البعض الاخر من حماقة او انفرادية او دكتاتورية.. ان الزعامة، مسألة مهمة جدا في تاريخ العراق الحديث، لأن الشعب العراقي كان وسيبقى يرى ان قوة نظامه او بلاده من خلال الزعامة فيه اولا، ولأن كل المجتمعات المنتجة والمستقرة تبحث لها دوما عن زعماء مؤهلين لصنع القرار وفن الادارة ومسؤولية البلاد ثانيا، ذلك ان الزعامة لم تعد فخامة فارغة، او حمل صولجانات ونياشين، او دكتاتورية عمياء رعناء.. فماذا يمكنني التأكيد عليه في هذا ” المقال “؟ انه مجرد معالجة لنموذج من زعامة يحتاجها العراق اليوم.

الاعتراف بالعراق
كنت قد نشرت قبل ايام حلقة من دراسة تكوين العراق المعاصر في وقفة تأملية، واليوم اواصل هذه ” الرؤية ” التي اتمنى ان تكون مدخلا لفهم اكبر للعراق المعاصر الذي عاشت فيه اجيالنا المعاصرة منذ بدايات القرن العشرين حتى القفلة التاريخية التي اختتم بها حياته الراهنة عام 2003. وسنبقى مع نموذج عهد المؤسس الاول الملك فيصل الاول في مشروعه الوطني الذي نجح نجاحا كبيرا على عهده 1921- 1933م، موّحدا المجتمع على اهداف وطنية في قرابة عشر سنوات، وتلك لعمري من اصعب المهام.. وكان من سوء قدر العراق ان يرحل فيصل في احرج وقت كان العراقيون بأشد الحاجة اليه والى ريادته التاريخية، فلقد تفّوق فيصل الاول في الكاريزما التي حملها، والتي جعلته في عداد ابرز الزعماء.. ولكن جملة من المشاكل، تتبلور على عهد ولده الملك غازي الاول 1933- 1939م، والذي لم يحمل مزايا والده عندما كان والده بعمره، فضلا عن ان العراق الصعب، بدأ تخلخله الاجتماعي ابان الثلاثينيات باهم حركتين مضادتين: الآثوريون في الشمال والعشائر في الجنوب، ولم تتوان الحكومة العراقية بضربهما وسحقهما عسكريا، وبموافقة ولي العهد غازي، مما جعل فيصل في ايامه الاخيرة مهتاجا ومحرجا امام العالم والتاريخ.
ويجمع اغلب الدارسين والمؤرخين ان فيصلا الاول قد نجح، بشق الانفس في ان يوّحد العراقيين تحت راية واحدة، وان عهده بالرغم من كل المشاكل السياسية التي حدثت، الا انه كان تأسيسا وطنيا، انتج بعد جهود بالغة ” دولة ” لها ركائزها ومعترف بها من كل العالم، ونجحت بتوثيق علاقاتها مع دول الاقليم القوية الثلاث مجتمعة: تركيا وايران والسعودية..وتلك لعمري من اصعب المهام التي توّلاها فيصل الاول بنفسه من خلال لقاءاته واتفاقياته مع اهم ثلاثة زعماء في الاقليم: اتاتورك تركيا، ورضا بهلوي ايران، وعبد العزيز آل السعود، بل ودخل العراق عضوا في عصبة الامم.. كما وان المجتمع، بدأ يتماسك شيئا فشيئا في مواجهة الانتداب البريطاني.. مع انشطة رائعة للاحزاب السياسية، وللصحافة الوطنية، والمعارف العراقية، والصناعة العراقية والانشطة الثقافية.. الخ مع ميزانية هزيلة. دعونا نتوقف قليلا عند الركائز التكوينية، علّنا نستفيد اليوم من تلك التجربة، وحال العراق اليوم اسوأ بكثير مما ولد عليه حاله في بدايات القرن العشرين. وكلامي هذا اوجهه بالتحديد الى الجيل الجديد من الكتّاب والباحثين والمثقفين العراقيين اليوم.. بعد ان التبست عليهم الامور كثيرا، وخلطوا بين المفاهيم التي يعهدها العالم وبين مكابداتهم الصعبة طوال حياتهم العراقية المريرة ومعاناتهم من الزعماء..

هل غدا العراق مدينة فاضلة؟
وقبل ان اتوّغل في تحليل نموذج الريادة التاريخية لتأسيس العراق على يد الملك فيصل الاول، ينبغي ان اتوقف قليلا عند مفهوم الزعامة السياسية او الريادة التاريخية الذي كثيرا ما يفّسر تفسيرات خاطئة، وكأن الدنيا قد اعدمت مفاهيم الزعامة السياسية، او الريادة التاريخية، او القيادة الادارية.. واصبحت والعراق في مقدمتها، مؤهلة لأن تحكم نفسها بنفسها.. ان بعض المثقفين الجدد ويا للاسف الشديد، يشعرون اليوم، وبعد زوال الدكتاتورية ان المدينة الفاضلة قد تحققت في العراق، وليس لنا الا مثاليات افلاطون في الجمهورية المثلى.. وانتفاء الحاجة الى اية زعامة، باعتبارها مثالا للتخلف والفردية والدكتاتورية.. واعتقد انهم بحاجة شديدة لقراءة ما تحتاجه كل المجتمعات اليوم من اجل المستقبل. بل وعليهم ان يميزوا بين المجتمعات المتقدمة وبين المجتمعات المتخلفة. وما الفرق بين ريادة وزعامة وقيادة؟ ما تأثير الرموز عندما تكون المجتمعات بحاجة اليها؟ وهل ثمة حاجة ماسة لزعامة سياسية حقيقية للعراق، او ريادة تاريخية حقيقية له تؤدي دورها في تجسير الفجوات الحاصلة والقاحلة، من خلال قيادات ادارية والانتقال الى طور جديد من التاريخ ام لا؟ وماذا يصنف العراق اليوم، هل هو دولة متطورة في كل المجالات.. ام ان العراق يعيش انسحاقا لم يشهد له مثيل في التاريخ؟

مفهوم الزعامة التاريخية والريادة السحرية
كنت قد نشرت مقالة قبل سنوات عن دور الريادة السياسية وسحر الكاريزما، مؤكدا مفاهيم العلامة الالماني ماكس فيبر في دراسة المجتمعات وتبلورها ونضوجها من قبل النخب السياسية الذكية لتقبل مفاهيم الديمقراطية والحريات والانظمة والقوانين.. مستشهدا باغلب تجارب العالم التكوينية في بناء الدول والكيانات السياسية المتطورة.. فكان ان عقّب علّي احد الاخوة من الاصدقاء العراقيين وقت ذاك بأن العراق ليس بحاجة الى اية ريادة سياسية، ولا الى اية كاريزما سحرية، ولا الى اي رمز وطني.. فالحكم للشعب، وان الزعامة هي الدكتاتورية بحد ذاتها!! ولم ندرك بعد كيف للشعب ان يحكم نفسه من غير زعامة مؤهلة للبلاد او قيادة للمؤسسات على غرار كل العالم. لقد اندفع الجميع، نتيجة رد الفعل العنيف ازاء الحكم الدكتاتوري او الفردي في حكم العراق الى هذا المنحى من التفكير المثالي والطوباوي.. ولم اعّقب على “الموضوع “، لأن البلاد لم تجد حتى يومنا هذا اي ” رمز وطني “، يلتف من حوله الجميع بعد مرور اكثر من خمس سنوات على اصعب تجربة تاريخية يمر بها العراق في القرن الواحد والعشرين.
ان العراقيين اليوم قد تشرذموا بعد الدكتاتورية الى كتل وجماعات واحزاب وتيارات وعصابات وميليشيات واوليغاريات تقودها ( زعامات ) غير مؤهلة سياسيا للريادة التاريخية، ولم نجد الى حد الان اي زعيم عراقي جمع ولاء كل العراقيين، وبدأ يعمل لبناء ارادتهم الوطنية. ان المشكلة عند اغلب المثقفين العراقيين الجدد تتمّثل كونهم لم يعد يؤمنون بمفهوم ” الزعامة ” الوطنية ام السياسية ام الاجتماعية.. الخ والزعامة، بمفهوم الريادة ـ حسب ماكس فيبر ـ تعد ” ضرورة اساسية ” لجمع الولاء، كونهم لم يجدوا حتى يومنا هذا من هو مؤهّل لها، ومن هو الذي يمكن ان يملأها حقيقة.. وقبل اشهر، نشرت مقالا عن مزايا زعيم ناجح من دون ان احدد ذلك بالاسم في اي مكان يكون.. فانبرى احد الاخوة العراقيين ايضا، يناقش المفهوم في الضد من باب الدعوة الى تكريس الفردية من دون ان يدرك ادوار الزعامة الرائدة والنخب والجماعات، وكأن عصر الديمقراطيات والانتخابات ليس بحاجة الى اية ريادات وقيادات ، ولا الى اية ادارات او نخب، ولا الى اي كاريزمات. ان هذا العصر الذي تزدهر فيه الديمقراطيات والقوانين في العديد من مجتمعات العالم، لم يبن الا من خلال القيادات السياسية والادارية والاقتصادية التي تدرك الفرق بين صنع القرارات وبين فوضى الشعارات.. ان شعبا لم يزل بحاجة الى الوعي والمعرفة وحسن التصرف والادراك بابسط مفاهيم الحياة.. هو احوج ما يكون الى ” زعامة ” من نوع نادر الحصول، كي يتعلم منها الكثير.. المشكلة عند العراقيين جميعا ليس في قبولهم او رفضهم للمفهوم بحد ذاته، بل مشكلتهم تكمن بمن يكون هذا الزعيم، ولبّ المشكلة اصلا: لأي طائفة او ملّة او مذهب او جهة او مكان ينتمي ذلك ” الزعيم “! والمشكلة الاخرى كثرة الذين يتراكضون نحو الزعامة والسلطة ليس على مستوى عشيرة او منطقة، بل على مستوى دولة ومؤسسات واقاليم.. والانكى من ذلك كله: ان الزعامة والنفوذ باتا بابا للكسب الحرام غير المشروع بالاستحواذ على منافع شخصية ومصالح ذاتية وبملايين الدولارات على حساب الخدمة العامة والمال العام.

زعامات سحرية بتباين انظمة الحكم
ان المجتمعات المتطورة تكفيها زعامة صورية عليا، مع وجود صانع قرار، اي زعامة حقيقية للبلاد، ولكن مجتمعات متخلفة بحاجة الى ” زعامة ملهمة ” ـ كما يسميها ماكس فيبر ـ، المشكلة عند بعض الاخوة العراقيين انهم يفسرون اي ” زعامة ” بمساوئ الدكتاتورية والتوتاليتارية والحكم المطلق ظاهريا، ولكن نوازعهم متباينة في قبول هذا والتمرد على ذاك.. ان الزعامات الوطنية التي شهدتها عدة عهود من القرن العشرين سواء باسلوب العمل الثوري او اسلوب القيادة السياسية، او زعماء الاحزاب والجماعات، او بعض الحكام الذين ناضلوا وغدت اسماءهم رموزا تاريخية.. ولدوا تاريخيا ولم تنتجهم معامل تفريخ زعاماتية، ولم يجدوا انفسهم منذ الطفولة في معاهد او جامعات سياسية يتعلموا منها فن الزعامة ـ كما سخر احدهم ـ.. ان نماذج تاريخية كالتي عايشناها او شهدنا تجاربها التأسيسية لا يمكن ان ينكرها ابدا اي انسان يمتلك من الوعي التاريخي النزر اليسير.. ان اسماء مثل: جيفارا او كاسترو او لينين او ونستون جرجل او شارل ديغول او فيصل الاول او مصطفى كمال اتاتورك او مصدق او ذو الفقار علي بوتو او هوشي منه او جون كيندي او نيكيتا خروتشوف او غاندي او جواهر لال نهرو او جوزيف بروز تيتو او بورقيبة او محمد الخامس او ماو تسي تونغ او كيم ايل سونغ او جمال عبد الناصر او عبد الكريم قاسم او سلفادور اليندي او انديرا غاندي او نيلسن مانديلا او غيرهم امتلكوا سحرا جماهيريا.. فامتلكوا ولاء الملايين.. فلا يمكن ان ننفي ادوار الزعماء الحقيقيين، كي نرضي انفسنا التي لا تعرف من الزعامة لا مفاهيمها ولا ادوارها التاريخية، وخصوصا اذا كانت البلاد تمر بمحنة او محن تاريخية صعبة.. وخصوصا اذا كان المجتمع بحاجة الى من له القدرة على لم شمله في هدف واحد..

مزايا الكاريزما: الريادة السحرية
ان مواصفات الكاريزما قد فسرتها في اكثر من مكان، فلا يمكن التهاون في ذلك.. ان من اصعب انواع التفكير المغلق هو نفي الضرورة في سبيل اللهاث وراء الاوهام.. ليس كل الشعب على درجة عالية من التفكير والفهم والوعي حتى تحجب اعجابه بالريادة السحرية. اننا نرى الملايين تلهث وراء زعامات دينية ـ او هكذا يسمونها ـ ويتبعوا تعاليمها ووصاياها، من دون ان تنتقد هذه الحالات، وعندما تكون البلاد بحاجة الى ” زعامة وطنية ” يعترض البعض، وكأن بلادا متخلفة قد تحولت بقدرة قادر الى طائرات بلا طيار!! ان ” الديمقراطية ” لا يمكن تحقيقها من دون ارادة وطنية لمجتمع يدرك معنى الوحدة الوطنية، فلا مشروع مدني او حضاري يمكن تأسيسه في ظل فوضى تضرب اطنابها في كل البلاد.. كيف يمكن لأي واحد من الزعماء الذين ذكرتهم آنفا ان يقبلوا بتفتيت بلادهم ضمن مسميات لا يمكن تطبيقها ابدا؟ او ان يرضخوا لوصايا زعامات اجتماعية او دينية او مناطقية او طائفية او جهوية او قومية.. الخ؟
ان ” مكارم الأخلاق وسجايا النفس ونفائس الحكمة وحيوية العمل ” مواصفات مطلوبة في الزعامة الحقيقية التي لا يمكنها ان تعمل في ظل حالات فوضوية وانقسامية، بل ولا يمكنها ان تحكم لمفردها من دون فريق عمل ومستشارين حقيقيين لا باشباه متخلفين لا يعرفون اسلوب المجالسة ولا المخاطبة ولا الحوار.. بل عرفوا ببذاءتهم وسخافتهم وتفاهتهم، وهم يقودون سلطات ويترأسون برلمانات ووزارات.. الخ ان اي زعامة حقيقية هي التي تلم ولا تفصل، توحد ولا تنقسم، تتعالى على الميول ولا تتخذ ميلا او اتجاها في البلاد المتناحرة.. لا يمكنك التغني بالديمقراطية في مجتمع يمتلئ بالاحقاد والكراهية.. لا يمكنك ان تزرع الحريات في ظل كيان يغيب عنه القانون.. لا يمكنك ان تطور الاليات السياسية والادارية في الحكم سواء كانت مركزية ام لا مركزية.. فيدرالية ام كونفيدرالية وثمة زعماء يدعون الى الانفصال أو ” ضم مناطق مسلوخة “!! لا يمكنك ان تضمن في دستور البلاد مواد تعترف بالانقسام لا بالتوحد! لا يمكنك ان تتبجح بالعدالة في بلاد ينحرها اهلوها بالتفجيرات وقطع الرقاب!

هل كان فيصل الاول زعيما مستوردا؟
تكثر آراء العراقيين بالملك فيصل الاول، وهو الذي كثرت فيه الاتهامات الى درجة مستفحلة مع توالي السنين. ولعل اكبر تهمة اتهم بها انه ” زعيم مستورد ” من قبل الانكليز لحكم العراق وغير ذلك من الاحكام الجائرة التي اطلقت عليه من دون فحص الاحداث بدقة متناهية، ومن دون الرجوع الى العراقيين وقت ذاك وبماذا كانوا يفكرون.. بل وماذا كان رأيهم بفيصل؟ وسواء كان مستوردا ام غير مستورد، فان واقع العراق كان يتطلب زعيما بمواصفات فيصل الاول الذي لا يمكن ان يقارن بأي زعيم عراقي آخر وقت ذاك، كما ان العبرة في النتائج التاريخية التي خرج بها العراق عند رحيل فيصل! ذلك ان فيصلا دخل العراق بوضعية تاريخية معينة، وخرج منه بوضعية تاريخية من نوع آخر! والاسئلة التي لابد ان لها ان تطرح: هل كان حكم فيصل حكما فرديا دكتاتوريا ام كان حكما وطنيا مورست فيه بعض مظاهر الديمقراطية والقانون بدرجة سليمة؟ هل انفرد الرجل بصناعة قراراته في مرحلة التأسيس؟ هل كان العراق نفسه بحاجة الى فيصل ام لا؟ واذا لم يتقلد فيصل زعامة العراق وقت ذاك، فهل ثمة زعيما بحجمه يمكنه ان يقود العراق كما قاده فيصل الاول؟

وقفة اخيرة: وماذا نستفيد؟
ان هذه الاسئلة التي اختتم بها هذه ” الحلقة “، سأحاول الاجابة عليها في ” حلقة ” اخرى من هذه الرؤية التي قد اخطئ او اصيب فيها.. ولكنها محاولة من اجل فهم افضل لضرورات العراق وحاجاته الاساسية اليوم، وهو يعيش هذه المحنة التاريخية. ان العراقيين لا يمكنهم ان يبقوا يحلمون ان العراق مدينة فاضلة، وانه ليس بحاجة الى اهم ركيزة من ركائز بناء التاريخ.. كما ان عليهم ان يغيروا النظرة الى مجتمعهم مع اعتزازهم واعتزازنا جميعا به، فهو الذي عانى ولم يزل يعاني ويكابد.. انه بحاجة الى يجمع ارادته، ويوحد اهدافه، ويوفر له كل الضرورات.. ان المجتمع العراقي لابد ان يستفيد من تجربته التاريخية في مخاض تأسيس الدولة في القرن العشرين. وهذا ما ساعالجه في مقالات قادمة بحول الله.


للمقال صلة

www.sayyaraljamil.com
ايلاف ، 17 سبتمبر 2008

ملاحظة : في حالة اعادة النشر ، يرجى ذكر المصدر ايلاف .. مع التقدير.

شاهد أيضاً

مطلوب لائحة اخلاق عربية

تعيش مجتمعاتنا العربية في حالة يرثى لها، لما أصابها من تفكك سياسي جعلها تتمزق اجتماعيا، …