خذ بالمسّرة *

خذ بالمسرة إن الدهر صافانا
وأشرب معتقة في ألحان أحيانا
وأطرب وغني على الأوتار إعلانا
راق الزمان وبالأفراح وافانا
وبالصفا والمنى والبشر حيّانا

فبلبل الأنس والأفراح ساجلنا
وغاب كل عنا والأنس واصلنا
يا صاح كف الزمان اليوم ناولنا
براحة الأنس من حان السرور لنا
أدار كأس الهنا صرفاً فأحيانا

ورب قلبٍ غفا عن صفوه وسها
فنبهته يد الأفراح فأنتبها
يا حبذا فجر يوم بالسعود زها
أهدى لنا من سماء الفخر بدر بها
يا ما تشوقه بالشوق مرآنا

يا بدر تم إلى الأمجاد قد نُسبا
أبدى بمولده السامي لنا طربا
ومذ أتى بضياء الصبح منتقباً
أبدت براعةٍ استهلاله عجباً
إذ بشرت بكبير العيد إعلانا

للمجد والسعد آيات بجبهته
والعز قد لاح مسطوراً بوجنته
نجل بدا اليمن معقوداً بعزته
فكان للعيد عيداً نور طلعته
فحق بالشكر نحر البدن قربانا

في وصف معناه مهما شئت صاح نجل
فجزء معناه أضحى في الحقيقة كل
قطب لدائرة الأفضال جاء فقل
لا أنفك من فلك العيا منازلة آل
توفيق نجلو به هماً وأحزانا

من معشر بهمو شمس الفخار سمت
حقاً ليذهب عنكم فيهمو نزلت
قمارهم في سماء امجد قد طلعت
كشمس فخرٍ أبوه في العلى بزغت
فأنجبت قمراً للمجد زيانا

فحسن أخلاقه جمت فضائلها
وعظم همته خفت شمائلها
حاز الفخار فحقاً قال قائلها
دانت له ذروة العليا كواهلها
حتى تمطّى فوشّى الهام تيجانا

جمت محاسنه طابت منازله
للفضل والجود إذ وفت خصائله
سادت مناقبه راقت شمائله
عمَّت فواضله جلّت فضائله
فليس يدرك ذو مجدٍ له شانا

بحر الفضائل لم يقصده وارده
إلاَّ وتصدر عن شكر موارده
شهم من السادة الأشراف تالده
رقت شمائله راقت عوائده
فبات من كفه الأفضال هتانا

فمعدن الفضل حقاً من فواضله
ومصدر الجود من تيار وابله
منابع الفضل فاضت من أنامله
ياما روى الغيث عن زخار نائله
فأصبح الجود من سقياه هتانا

لبنت فكري مهما قلت ويك قفي
عسى بتنظيم عقد المدح منه أفي
تقول لست بمعشار المديح تفي
صفات الغر لاحت كالزواهر في
سماء المعاني فأضحت منه تغشانا

ضحك الدهر فثوروا يا نداما
نغتنم من يافع الأنس ثمارا
ما ترى الأزهار يبدني إبتساما
مذ أتاها خبر اليمن جهارا
وغدت ترفل في ثوب قشيب

أيها الساقي أدر كأساً رحيقاً
بين قسرين واسٍ وخزاما
وأشفِ لي يا مونس قلباً حريقا
لم يزل بالراح حباً مستهاما
فبشير الأنس قد قام خطيب

فوق غصن البان يشدو بالتهاني
ونجوم السعد لاحت في السماء
ساطعاتٍ كعقودٍ من جمان
نظمتها كف أنسٍ وصفاء
فبدت تزهو بذا النور العجيب


* تخميس قصيدة جناب السيد محمد علي أفندي نجل السيد الشيخ عبد الله افندي فخر زاده