الرئيسية / الشأن العراقي / الى كبير اساقفة الموصل .. في محنته !

الى كبير اساقفة الموصل .. في محنته !

لقد كان اختطاف سماحة المطران بولس فرج رحّو وهو رئيس اساقفة الكلدان الكاثوليك في مدينة الموصل ، حدثا مؤلما هز مشاعر ووجدان كل من ارتبط ارتباطا حقيقيا بالعراق .. وانها صدمة بالغة اصابت كل المخلصين العراقيين بكل تنوعاتهم .. انها محنة هذا الزمن الصعب الذي غابت فيه كل القيم وكل الاخلاق وكل الاعتبارات . انها محنة هذا المجتمع الذي ابتلي بالاجرام والارهاب وكل انواع البلايا والرزايا .. انها محنة الابرياء والمسالمين والاصلاء كي يغدوا ضحايا افعال همجية لا انسانية .. انها محنة مدينة اصيلة اختلطت فيها الاوراق وتداخل فيها الليل بالنهار وساد فيها الظلام الدامس .. انها محنة التاريخ ايضا .. اذ لم يمر اي زمن قبل اليوم اهين كبار القوم ورؤسائهم واعيانهم ورموزهم كما هو حالنا اليوم .. انها محنة كل العراق عندما يستخدم الكبار لأغراض سياسية او مادية .. انها محنة ان يبقى العراق رهين هذا الارهاب الاعمى من دون اي علاج .. انها محنة هذه المدينة العريقة التي غابت كل المقاييس فيها .. انها محنة كل العراقيين الذين لم يقف احد ابدا الى جانبهم من اجل فتح جديد .
ان الادانة لا تكفي لمثل هذا الفعل الذي سبقته افعال من دون اي علاج .. ان تبادل الاتهامات لا ينفع في حال كهذه ما دام الفاعل مجهولا وهو يستبيح كل القيم الدينية والاخلاقية والانسانية .. ان هذه المناسبة المحزنة التي اكتب فيها كلماتي تناشدنا جميعا ان نكون يدا واحدا ، وقلبا واحدا ونبضا واحدا ، من اجل استعادة الاعتبار لكل الرموز الاجتماعية من رؤساء روحانيين واقطاب معروفين كانوا وما زالوا عنوان محبة وشراكة عيش وورقة سلام ووئام ..
ان الجميع مطالبون للوقوف صفا واحدا اليوم ضد هذا الارهاب المجنون الذي يجتاح مجتمعنا ، ويفني وجودنا ، ويرعب كل الناس مسلمين ومسيحيين .. وسيبقى ارتباط سماحة المطران رحو بمدينته الموصل ارتباطا قويا لا يتزعزع ابدا ، وهو يعّبر عن جذوره القوية الضاربة في أعماقها منذ الاف السنين .
انني اشيد بأهل الموصل الكرام الذين عرفوا بثبات قيمهم واصالة مواقفهم ونبل مشاعرهم ان يقفوا صفا واحدا للمطالبة باطلاق سراح كبير اساقفة مدينتهم .. وهم يعرفون حق المعرفة كم هي مكانة رجال الدين المسيحيين كبيرة عندهم .. ولقد عاش كل من المسلمين والمسيحيين دهرا طويلا متعايشين متآزرين متعاونين في مدينة أم الربيعين .. اننا نطالب بأن لا يتعّرض أحد للابرياء ومنهم رجال الدين او مهاجمة أي دور للعبادة .. اننا نطالب ادارة المدينة ان تؤّدي مهامها ليل نهار على افضل وجه من اجل خلاص المطران رحو من محنته .. واخيرا ، اناشد كل المسؤولين العراقيين ان يفعلوا شيئا من اجل الموصل كيلا تتلاحق الكوارث فيها يوما بعد آخر ! عند ذاك لا ينفع الندم . تحية كبيرة لسماحة كبير اساقفة الموصل وهو في محنته المؤلمة .. وتحية لكل الابرياء مسيحيين ومسلمين وهم يواجهون الخطف والموت ظلما وعدوانا ..

نشر في موقع الدكتور سيّار الجميل بتاريخ 4 مارس / آذار 2008

www.sayyaraljamil.com

شاهد أيضاً

نقطة نظام ضد الفساد والمفسدين والفاسدين

ملاحظة : طلب مني عدد من الاصدقاء العراقيين ان اعيد نشر هذا ” المقال ” …