الرئيسية / كتابات عن / رسالة من الشاعرة وئام ملا سلمان

رسالة من الشاعرة وئام ملا سلمان

اخي الدكتور النبيل سيار الجميل

تحياتي ومحبتي العراقية ،
محبتي التي تبتلع وجعها وتغص به
وهي ترى قتامة المشهد وسوداوية القادم الذي تلوّح به عمائم السادة وريح الخماسين ، لست بصدد ان استعرض لك خزين المفردات لانها قد تخون كما خيانة هذا الزمن الاغبر الذي يجعل من قلم عراقي نحن بأمس الحاجة له لكي يقاتل جهلهم ويسفه ضلالتهم ، نراه ينزوي بعيدا لتفرغ ساحة النزال لهم وحدهم حيث شريعة الدم والدمار .

لقد كلفني الصديق امير الدراجي ان اكتب لكم وان ابلغك تحياته وشوقه لك وقد سألني عن مشروع الاعتزال الذي اعتزمت عليه واسبابه ، وتحدثنا طويلا عن همومنا المشتركة لوطن يلطم حكومة وشعبا ، الصورة لا تختلف عن الماضي ابدا ، بل هي اشد بؤسا كما يبدو ، واود ان أعلمك من انه وبعد انتقاله الى سكن آخر فقد الاتصال عبر الانترنيت والتلفون ايضا وقبل يومين فقط استعاد التلفون ولا يزال ينتظر عودة الانترنيت لكي يتواصل مع الاصدقاء، ويقوم ايضا بنشر مقالات له جهزها خلال الفترة الفائتة
لن اطيل عليكم لعلمي بمشاغلكم ولكنني وانا اتحدث مع امير عنكم اخبرته انني نشرت نصاً مختزلاً وددت ان يكون الاهداء اليكم وتراجعت لاني رأيته غير مجزٍ بحقك ونشرته تحت اسم اللوحة ومنحتك رمزية ابو الحسن البصري به رغم انك موصلي يا سيدي الكريم ، المهم ارجو ان تقبله مني مع جزيل امتناني ومحبتي العراقية التي لا امتلك سواها رصيدا

وئام ملا سلمان :
لوحة


مثل كوكب وحيد يدور منعزلا عن مجرته
مداره اهليجي
حول ذاتي أدور
مداي لا يتجاوز سعة ذراعي َ
رغم ابتعادنا
يوحدنا المشهد
إذ نشترك في رفض مفروض متشابه
هو للسقوط
وأنا للارتفاع
كيف ارتفع وفي قدمي صمغ الجاذبية!
وكيف يهبط وقد رأى صورة شيخ يورث الطفولة ثواب الدم !
أيتها الرؤوس التي شوهت جمال النافورات
حينما فتحوها عنوة لتسقي حدائق الأجساد
في الشارع هنا
رسام يقتات على ما يرسم من لوحته بالسكين
وآخر محترف يتأمل البرج المطل على البحر
يرسم بالفرشاة لمعرض مُرتقب
وفي المدن هناك حيث لا تزال الديكـَة في البستان
يرسمون بالسيوف مشهدا متحركا
معتصر العقل وضمور الفهم
يغرقان بين لونين
ابيض واحمر
في مزيج من شعاع القتامة المنكسر
اللوحة اكتملت
وأبو الحسن البصري انزوى بعصاه
هاربا بها من الفوضى
وسيبقى الديك في أفواههم يصيح
نصرَ اللهُ السلطان
نصرَ
الله
السلطاااااااااااااااااااااااااااااااان

شاهد أيضاً

مسامير.. عتاب إلى الحكومة العراقية شديد الخصوصية شديد العمومية !

قرأتُ الخبر التالي وأسعدني : ( ناشنال بوست ، تورنتو ، يو بي اف ، …