الرئيسية / الشأن العراقي / بلاد الأساطير تنحرها البشاعات !!

بلاد الأساطير تنحرها البشاعات !!

عندما كتبت عن سر خلود العراق والعراقيين قبل سنين كنت ادرى تماما بأن اية تحولات تاريخية في العراق لا يمكنها ان تتم بهدوء وسلام ، ولا يمكنها ان تجري بشفافية ووئام ليس بسبب تناقضات طبيعة المجتمع العراقي ، ولكن لأن القيم عندما تفتقد في مجتمع صعب كالعراق لا يمكنها ان تعود اليه بسهولة .. وان الانقلابات العسكرية والمصاعب السياسية والاختلاطات الاجتماعية والتحديات الثقافية والانغلاقات الحضارية والممارسات الدكتاتورية والحصارات الاقتصادية والحروب الدموية التي مرّت على العراقيين منذ نصف قرن تقريبا جعلتهم يختلفون تماما عما كانوا عليه .. وانهم بحاجة الى زمن ليس بالقصير حتى يستعيدوا وعيهم ويبدلوا ممارساتهم ويتخلّوا عن افكارهم ويتجرّدوا عن نزوعاتهم ويعوفوا كل ترسبات ماضيهم وبقاياه الكسيحة .. علما بأن العراق اليوم يمر بنفس المأزق الذي تمرّ به بقية مجتمعات المنطقة اذ انه يمّر بمرحلة الاسلام السياسي ولكن بطرق والوان لا يمكننا ان نجدها في غيره من المجتمعات بسبب النزوعات الطائفية والتقاليد البالية المترسخة في الضمائر العراقية اجتماعيا .. ولمّا طفت على السطح عندما ترجمت سياسيا باحزاب وقوى وتكتلات وجماعات وهيئات وبيوتات .. ، فقد خلقت تباينات مخيفة تفجرت اثرها مباشرة تصادمات دموية انتهت الى بشاعات لا يمكن تخيّلها .
ان الفوضى التي تضرب اطنابها في اصقاع مهمة جدا من العراق .. لا يمكن تفسيرها انها حالة وطنية ضد الوجود الامريكي بأي شكل من الاشكال .. بل انها حالة تمزّق اجتماعي بسبب الاجندة الدينية والطائفية التي رفعت مباشرة بعد سقوط نظام صدام حسين . ان مصطلح ” التكوينات ” الطائفية قد انتقلت من تنوع اجتماعي كان يعيش في الخفاء الى صراع سياسي بدأ يطفح على السطح بشراسة منقطعة النظير .
انني اعتقد اننا لم نزل نعيش اوهام الماضي واننا قد فقدنا ذاكرتنا التاريخية ايضا .. واننا قادرون على مواجهة التحديات الشرسة بالاوهام والخرافات وبضاعة الكلام والتبرك بالاضرحة والادعية واستعراض العضلات سواء في البرلمان ام في الجوامع والحسينيات .. خصوصا اذا ما تضمن هذا الخطاب السياسي الذي يعلنه هذا المسؤول ام ذاك من معمّمين ام غير معمّمين ! وخصوصا اذا ما كان بضاعة يروجّها بعض القادة الجدد من السنة والشيعة في البرلمان او على شاشات التلفزيون او في الصحف ومواقع الانترنيت .. ونقنع انفسنا بأن التحديات السياسية والحضارية التي تواجهنا سنتغلب عليها من دون أي اسلحة ومن دون أي فكر ومن دون أي تخطيط !! لم نزل نتوهم اننا سادة هذا العالم وان الدنيا قد فقدت توازنها وانها ضعيفة واننا اقوياء .. لم نزل نعيش باوهام واخيلة لا تتسق والواقع المرير الذي يثوي مجتمعنا في اردأ انواع التخلف وافكار العصور الوسطى ! ولم ندرك حتى اليوم ما الذي يمكن لنا ان نفعله في اللحظة التاريخية الحاسمة .. وان المجتمعات تنتهز الفرص الثمينة لتجديد تفكيرها واستعادة وعيها وتخصيب حياتها بكل ما هو حديث ونوعي ومتجدد دائما ..
ان الناس اما ان تنعم بغبائها او ان تشقى بوعيها .. وان التجديدات لا يحس بها الا من يكابدها .. ولا يمكننا تخّيل هؤلاء الذين اخطأ القدر وجعلهم يقودون مجتمعات ويسّيرون دولا انهم قوة جبارة خارقة في هذا الكون .. اذ يعتقدون ان السماء قد اختارتهم لهذه المناصب فيصدقون هذه الكذبة ويصبحون كالاصنام المنصوبة في معابد مظلمة يطلبون من الناس عبادتهم بالتصفيق لهم والتمسح بهم وترديد ما يثرثرون به من السياسات والشعارات وفضفاض الكلام .. ومن مخالفات القدر ان يغدو العراق بايدي احزاب دينية ـ مع كل احترامي لها ـ الا انها لا تضّم ـ يا للاسف الشديد ـ قادة اذكياء ولا اناس تعرف فن الحكم ولا ساسة تعشقها الجماهير من نوع قدير .
نعم ، ان الانحدار الحضاري والثقافي قد بدأ في حياتنا العراقية منذ زمن بعيد وقد تساوق مع الانحدار السياسي والفكري .. وبدل ان نجد تطورا وتجديدا في حياتنا منذ اكثر من اربعين سنة وجدنا نكوصا بالغ الخطورة .. وصل اليوم الى درجة تثمين الخزعبلات والتقاليد البالية وانعدمت الحريات الشخصية ، بحيث بات الانسان يخشى أي فعل يخرج من ربقة تلك التقاليد .. وتأتي الخشية من كون تسويق التهديدات كلها تنطلق باسم ( الدين ) .. ان الانحدار الاخلاقي لا يتمّثل فقط بالقتل والخطف والذبح والتعذيب .. بل انها الاساليب السياسية والاجتماعية التي مارسها تسلط الدولة سابقا وتسلط المجتمع اليوم وتسويق كل عفونته على العالم ..
متى يتخّلص العراقيون من الوهم والاساطير ؟ متى يتخلصون من تأليه الماضي الذين يقتاتون عليه صباح مساء ؟ متى يتخلصون من الاحقاد والكراهية في ما بينهم ؟ انهم لا يجتمعون على كلمة سواء ! لابد ان نعيد التفكير في مسببات هذا الواقع الذي ابتلينا به قبل ان نجلس ونندب ونبكي ونلطم على نتائجه الكارثية من دون ان نقّدم علاجات ميدانية على الارض .. لابد ان نعيد التفكير بأن العراق الجديد لا يحتمل ترسيخ الطائفية السياسية التي خلقت وبسرعة شديدة الطائفية الاجتماعية في العراق فتجّذرت الانقسامات وانتجت البشاعات في بلادنا الجميلة وعند الناس العراقيين الطيبين وغدونا فرجة للعالم ..
ان بناء العراق بعد حطامه ليس نزهة عابرة لقطاعات بناء واستثمارات وشركات ، بل هو عملية معقّدة لتغيير تفكير البشر ! فالامور لا تقاس بالامنيات والرغبات والنفاق باللعب على مسميات التجديد والتقدم ، بل تقاس بالخطط وصناعة العمليات بدقة متناهية وان تكون لنا القدرة على ان نقّدم للعالم ما ينتظره منّا ، بل وان الضرورة باتت ماسة الى كيفية ان يستمع احدنا الى الاخر من دون قتله او تكفيره ولا تهميشه ولا اقصائه .. بل وحتى الاستهزاء به ، فالعراق لا يستحق كل هذا من اهله العراقيين . فهل باستطاعتنا ان نحيا من جديد وان نقنع انفسنا بما نجمع عليه وبارادة عراقية واحدة ام لا نستطيع وليكن معلوما بأن رصيدنا في العالم اصبح صفرا على الشمال .. اسمحوا لي ان اقول بان العالم اصبح يتصورنا وحوشا ضارية وذئابا مسعورة ، بعد ان كان يعتقد اعتقادا راسخا اننا نخبة بشرية حضارية ذكية هي ما تبّقى من سلالات حضارات عريقة علمت البشرية الحياة والحضارة ..
لا يمكن ان نتخيّل ان الاخلاق العراقية قد انحدرت الى القيعان الاسنة ! ولا يمكن ان نتخّيل ان قتل العراقيين بعضهم للاخر بات على الاسم والهوية والطائفة ! ولا يمكن ان نتخّيل ان الحقد الطائفي المكبوت يصنع كل هذه البشاعات ! ولا يمكن ان نتصّور ان هذه المرحلة ستكون مرحلة انهيار بدل ان تكون مرحلة بناء ! انني اعتقد بأن الامور لا يمكن اصلاحها بالامنيات والهوسات والشعارات والثرثرة على الفضائيات ومشروعات مصالحة وحوار ولقاءات نفاق .. ما لم يتم تغيير النهج السياسي بوضعه الحالي كله وان يتخّلى من ليس له قدرة على حكم البلاد الى اناس كفوئين .. وان يبتعد كل العراقيين عن المناطحة الطائفية .. اننا بحاجة اليوم الى ثورة سياسية شاملة تعيد العملية السياسية الى وجهها المدني والحقيقي والديمقراطي من دون أي اجندة طائفية او محاصصات اجتماعية او احزاب دينية .. فهل ستتحقق امنياتنا الوطنية ؟ انني اشك في ذلك !!

الصباح البغدادية ، 22 اغسطس 2006

















-لا اسميها حربا عربية اسرائيلية ، فالعرب سوف لن يشتركوا في هكذا عملية .. قل انها حرب غير متكافئة من قبل حزب الله وبين اسرائيل والمتضّرر الاساسي هو لبنان والمتضرر الاخر هو العرب .. وقد نجحت ايران في ان تشغل العالم عنها ، وان اسرائيل تسميها حربا لكي تفهم العالم بأن العرب يعتدون عليها ويأسرون جنودها !!
ان ما نشهده اليوم هو تعبير فاضح عن انقسام جوهري ازاء التعامل مع اسرائيل التي قامت بعدوان صارخ على لبنان ، ولكن يتحّمل حزب الله المسؤولية عنه ، فالحزب يمّثل احد طرفي المعادلة في التعامل مع اسرائيل وهو بدون شك لا يمثّل كل الارادة اللبنانية ، فلبنان منقسم على نفسه اليوم .. اللبنانيون الحقيقيون لا يريدون الحرب ولا يريدون خراب بلادهم الجميلة .. ان حزب الله يمّثل كل من ايران وسوريا ازاء الطرف الاخر الذي تتزعمه اليوم كل من السعودية ومصر والاردن .. اما السلطة الفلسطينية فهي منقسمة بين طرفين اثنين ، طرف حماس الذي يؤيد حزب الله وطرف ابو عباس وفتح الذي يؤيد المشروع السلمي .. ان اللاعب الاساسي لما وراء الاستار هو ايران والعرب ينسحقون بين قوتين اقليميتين !

السؤال الرابع :
ما مدى تاثير هذه العملية على الوضع في فلسطين المحتلة بشكل خاص ومنطقة الشرق الاوسط بشكل عام؟
-انني اعتقد ان ما يحدث اليوم ستكون له عواقبه البالغة على منطقة الشرق الاوسط برمّته .. ان الجولة التي ستكسبها اسرائيل دوليا واقليميا ستطلق يدها القوية على كل من يقف في وجهها حتى في أي مفاوضات قادمة .. وحتى ان لم تكسب ، فهي قد حققت عدوانا صارخا مخربا من يتحمّل مسؤوليته ؟ لقد تحجّم اليوم دور حماس بعد هذا الدرس البليغ الذي لن يفق عليه العرب اليوم ، ولكن ضرب المصالح الحيوية اللبنانية وفي مثل هذا الوقت بالذات سيؤخر لبنان كثيرا اذ انها الان تتحمّل عبْ الضربة الصاعقة وعندما ستفيق ستجد ان لا احد يقف الى جانبها ! اما حماس ، فستكون في رحى المعركة الحقيقية بعد اتمام عملية علس حزب الله لتستدير اسرائيل اليها فتعلسها هي الاخرى ! كان المطلوب من كل من الطرفين ان يناورا اكثر ، ويلعبان باوراق سياسية بدل هذا الهوس الذي سينهيهما او على الاقل يحجّم ادوارهما .. انني اعتقد بأن من ساهم في اذكاء الموقف واشعاله لم يدرك ابدا بأنه يقّدم لاسرائيل هدية ممتازة لتنفيذ ما تريده منذ زمن بعيد خصوصا وان المنطقة تعيش على بركان وستخرج اسرائيل منه رابحة مرة اخرى .. وسيخرج منه العرب منه بخفي حنين بعد خراب لبنان وربما غير لبنان .. ان السياسات التي يصنعها اليوم بعض الثائرين من الشباب الجدد ستكلفنا ثمنا غاليا ، كما كلفتنا مغامرات من سبقهم منذ خمسين سنة !

السؤال الخامس
لماذا تتهم اسرائيل سوريا وايران بالوقوف وراء هذه العملية؟
-هذه حقيقة واضحة .. لماذا نخفي رؤوسنا في الرمال ؟ لماذا لم نقل الحقيقة سواء قالتها اسرائيل ام لم تقلها ؟ ولماذا لم نقلها قبل ان تقلها اسرائيل ؟ حزب الله له علاقاته الصريحة مع كل من البلدين سوريا وايران .. وواضح كم هو حجم العلاقة بين الطرفين .. وان كل عمليات حزب الله يباركها كل من النظامين .. واذا كان حزب الله قد أسر جنديين اسرائيليين ، فان ذلك قد تمّ بمباركة سياسية واعلامية من قبل كل من النظامين .. بل ولم يعلن عن أي موقف مضاد من قبل النظامين ازاء ما يفعله الاخ حسن نصر الله وان تصريحاته تأتي في سياق سياسي معّبر عن ارادة كل من النظامين سواء في القضية الفلسطينية ام المسألة العراقية .. فلماذا ننكر ذلك ؟ انني اعتقد ان ايران لها اجندة سياسية تختلف عن الاجندة السورية ولكنهما تتفقان في الاهداف ، فاذا كانت ايران ستكسب من وراء هذه العملية ، فان سوريا ستفقد الكثير من اوراقها ، والسؤال : هل ستبقى سوريا تلعب بورقتها ازاء اسرائيل في الارض اللبنانية ؟ ام انها ستضطر لفتح جبهتها الحدودية مع اسرائيل ؟ هذا سؤال مهم .. هل ستشتعل الجبهة السورية مع اسرائيل ام ستبقى باردة خامدة ؟ . اما لبنان فهو الخاسر الاكبر لأنه شعبا وحكومة قد ارتهنت ارادتهما من قبل حزب الله الذي يمّثل دولة داخل دولة ولكن ربما ستكون هذه العملية بمثابة بداية لنهاية حزب الله وعند ذاك سيبدأ العمل باوراق جديدة .
السؤال السادس
ماهو تاثير هذه العملية على الحوار الوطني اللبناني والوحدة الوطنية اللبنانية
بشكل عام؟

-ان تأثيرها كبير جدا وصاعق جدا ومؤثر جدا .. ان الاجتياح الاسرائيلي للبنان عام 1982 كان بريا ، مما خلق ردود فعل غاضبة على المحتل وعلى نتائج عمليته تلك .. اما الضربة الاسرائيلية اليوم فهي تطال البنية الحيوية اللبنانية فردود الفعل الغاضبة على مسببات الحدث وربط ما نتج عنها بالاسباب .. ان الشعب اللبناني اليوم متألم على مصالحه ومنافعه اكثر من تألمه على من اشعل فتيل المعركة التي لا وجوب لها ابدا وجعل العدوان الاسرائيلي بمثل هذه البشاعة .. هناك كما سمعت بعض الاطراف مهتاجة لفقدان مصالحها السياسية مع هذا الطرف او ذاك .. وهناك من يأمل في ان تكون هذه العملية هي نهاية افراغ حزب الله من سلاحه ومحاسبة السيد نصر الله على ” حجم ما اقترفه .. ” . انني ارى ان هذه العملية سوف لن تنهي مشكلات لبنان ، اذ ستبقى مشكلات لبنان صعبة على مدى زمني ليس بالقصير ، فالانقسامات داخل لبنان ليست سياسية بحتة ، بل طائفية بحتة ولكن اخشى ان تصبح لبنان في اوضاعها كالعراق خصوصا وان التدخلات في لبنان لا تقل خطورة عن التدخلات في العراق .. كما واشّدد على الدور العربي في الوقوف الى جانب كل من لبنان والعراق علما بأن تعقديات العراق اكثر صعوبة من لبنان .

السؤال السابع
كيف تقرأ لنا مستقبل المنطقة في ظل هذه الظروف؟
-ان مستقبل المنطقة مرتهن بايدي صناع القرار في الاقليم اولا ، ومرتهن اليوم بيد ما تريده الولايات المتحدة الامريكية ثانيا .. وانني اعتقد ان ما يجري اليوم من قبل اسرائيل سيصّب في صالح ما ترمي اليه الولايات المتحدة الامريكية .. كما ويمكنني القول بأن الانقسام الحاصل اليوم في المواقف الاقليمية هو الذي مهّد الفضاءات الواسعة للولايات المتحدة ان تتدخل تدخلات مباشرة في قضايا المنطقة التي تزداد تدويلا يوما بعد آخر .. ان مستقبل المنطقة محفوف بالاخطار الجسام ومن سوء التفكير السياسي لزعامات وقيادات وقوى واحزاب عربية واسلامية وطائفية واقليمية وجهوية وطفيلية .. انها ما زالت تستعرض العضلات امام العالم وتتشدق بالشعارات الصارخة .. وانها لا تتعلم من الدروس التاريخية ابدا .. كما انها تمّهد لتفجير الاوضاع ثم تجلس تندب وتولول وتطلب مساعدة المجتمع الدولي .. ان الصراع في المنطقة لا يقوده اصحاب منطق سياسي ممن تمّرسوا على المفاوضات وعلى قيادة الازمات ، بل انهم يأتون الى الزعامة او القيادة من دون أي تجارب ولا أي خبرات ولا أي ذكاء ولا أي مناورات ولا أي خطط وحسابات .. لقد انتقلنا اليوم في صناعة قراراتنا المصيرية من رجال انقلابات عسكرية الى رجال عمائم دينية وكل من الاثنين مع احترامي لهما لا يجيد اللعب بالمقدرات السياسية وليست له أي مقدرة في اقناع العالم بما نريد وبما لا نريد .. مستخدمين الهوس العاطفي الديني او الطائفي او الشوفيني كي تصفق لهم الملايين من دون أي دراية بالنتائج .. وقد تعلمنا ان كل النتائج كارثية على منطقتنا ومحيطنا كوننا لا نحسن فقط صنع قراراتنا ، بل ولا نستطيع البتة ترويج بضاعتنا السياسية وقضايانا الحقيقية امام العالم . ان المنطقة مقبلة على تغييرات جذرية في السنوات القادمة .. وستفقد مجتمعاتنا ثقتها بالاسلاميين ليس لأنهم اسلاميون ، بل توّضح انهم من اعجز الناس عن صنع القرارات ومن اكثر الناس استهزاء برأي الاخرين .. وانهم لا يعتمدون أي خطة عمل ولا برنامج رأي بل تسّيرهم العواطف وتصفيق الجماهير .. واخيرا ، لابد ان نقول بأن من يقف ليدلي بكلامه صريحا وواقعيا لا ينطلق من أي منطلق طائفي ولا جهوي ولا شوفيني .. اننا ضد هذه الحرب اللعينة وضد هذا العدوان الهمجي .. لأن لبنان لا يستحق ان يقف وحده في الميدان مخربا .. ولأننا لا نريد لبنان ان يبقى بورصة للمناورات ولا مسرحا يتلاعب عليه الاخرون .. لابد ان يتوقف هذا العدوان مهما كانت الاثمان .. ولنسأل بعد ذلك : ما جدوى كل ما حصل ؟ فهل من حساب للمقصّرين والمذنبين ؟؟

شاهد أيضاً

نقطة نظام ضد الفساد والمفسدين والفاسدين

ملاحظة : طلب مني عدد من الاصدقاء العراقيين ان اعيد نشر هذا ” المقال ” …