الرئيسية / كتابات عن / الانبعاث والتحديث ..التناقض وشيزوفرينيا التاريخ بين العرب والأتراك. .شراكة العثمنة وتجارب العلمنة

الانبعاث والتحديث ..التناقض وشيزوفرينيا التاريخ بين العرب والأتراك. .شراكة العثمنة وتجارب العلمنة

الكتاب : العرب والأتراك : الانبعاث والتحديث من العثمنة إلى العلمنة .
المؤلف : سـّيار الجميــل .
الناشر : مركز دراسات الوحدة العربية ، بيروت .
السنة : 1997
عدد الصفحات : 386

لعل من أبرز الأعمال العربية الجريئة التي صدرت مؤخرا عن مركز دراسات الوحدة العربية ببيروت، الكتاب القيم الذي أصدره الدكتور سيار الجميل أستاذ التاريخ الحديث والفكر المعاصر بجامعة آل البيت الأردنية ، وقد ضمنه جملة واسعة من المعلومات والتحليلات والمقارنات بين العرب والأتراك في شراكتهم النهضوية عند حياة الانبعاث والتمدن عند بدايات القرن التاسع عشر وانطلاقهم تاريخيا بعد تفكك العثمنة كظاهرة تاريخية متميزة وطويلة في حياة كل منهما للدخول في طور ظاهرة تاريخية جديدة في القرن العشرين ، هي ظاهرة العلمنة . وقد استفاد المؤرخ الجميل من تخصصه العلمي اولا ومن قدراته الفكرية في تحليل الظاهرتين وتفكيك مغزى الانبعاث من جديد لكل من العرب والأتراك إبان التاريخ العثماني سواء من خلال سياسة الإصلاحات أو قوانين التنظيمات واعلان الدستور .. ثم افتراق كل من الطرفين في طريقه بعد انهيار العثمانيين دولة وتاريخا عندما وضعت الحرب العالمية الأولى أوزارها ، كي يبدأ تاريخ جديد في عصر جديد اثر الإعلان عن نتائج معاهدة الصلح بباريس عام 1919 م . ويأتي هذا ” الكتاب ” عند نهاية القرن العشرين ليثير بمحتوياته جملة من المواضيع المهمة والحساسة ليس في تاريخنا القريب ، بل في واقعنا وحاضرنا نحن العرب ونحن ندرك : كم هي قيمة التحديث في حياتنا وحياة اجيالنا القادمة .
يعد هذا الكتاب ، أحد أبرز الكتب المتميزة التي صدرت بالعربية في الاونة الاخيرة والتي تعالج تواريخ التحديث في كل من دول ومجتمعات الشرق الاوسط ، وعلى الرغم من معالجة المؤرخ سيار الجميل في كتابه هذا قضايا التحديث في تركيا ، الا أنه نجح في اجراء مقارنات ممتازة بينها وبين تجارب البلدان العربية ، وخصوصا تلك التي كانت لها روابط تاريخية مع تركيا في ظل الوجود العثماني كمصر وبلاد الشام والعراق ، لكن جهوده قد كرسها بشكل واضح لتجربة التحديث في تركيا ابان القرن العشرين ، فكانت محورا لمعظم مناقشاته ومقارناته بالنسبة لتجارب العرب في نزعة الانبعاث وتجارب التحديث .
يحتوي الكتاب على مقدمة رؤيوية منهجية لمفاهيم الانبعاث والتحديث موضحا فيها : مشروع البحث ومعنى الدراسة ، ومعرفة الكشوفات والمواقف العلمية الجديدة ومكابدات المؤلف بصدد نقد المعلومات وتحليله أبرز المصادر والمراجع ، ثم قدم لنا مفاهيمه في الدراسة والعمل ، وأتباعه ثلاثة أصناف منهجية من المفاهيم ، ثم الرؤى المنهجية والفلسفية التي اعتمدها مشروع العمل ، فضلا عن تقديمه : توضيحات جوهرية في المعرفة التاريخية التي اضطلع بها سواء تلك التي تختص بالعثمنة كظاهرة تاريخية معلنة ، أم تختص بالعلمنة كظاهرة تاريخية مخفية منتهيا الى حصيلة رؤيوية ـ كما أسماها ـ .
ينطلق الكتاب باسلوبه المكثف والصعب ودقته في نقل المعلومات ومصطلحاته العلمية الشيقة وهو يبدأ بعد المقدمة بمدخل فلسفي يمثل مقاربة معرفية في المفاهيم ، وقد أقتصر ذلك على أبرز مفهومين مشاعين : أولهما تتمثله الاصلاحية ، فهو يقارن بين الاصلاحيات الاوربية والاصلاحيات الاسلامية ، محللا الاولى من خلال تعاريفها ومفاهيمها وتطوراتها وتقاليدها وتفاعلاتها .. ومفككا الثانية في معانيها وتياراتها وتنظيماتها وأساليبها ومراحلها وبيئاتها وتفكيرها . أما ثانيهما ، فيتمثله التحديث اذ يفلسف الأستاذ سيارالجميل نظريته ويعالج مصطلحه ومضمونه ومقاييسه ومتغيراته وسياساته وتقاليده ومظاهره وخصائصه وتجاربه .. كي ينتهي من مدخله قائلا : ” وأما الوطن العربي ، فان تطوره السياسي المعاصر ، يمكن تفسيره ـ مثلا ـ في قواعد وأسس مختلطة ومألوفة في التاريخين الأوروبي والإسلامي . لقد شغل العرب أنفسهم على مدى قرن كامل بـ ” الاصلاحيات ” ، وعليهم اليوم بـ ” التحديث ” والعصرنة ” ( ص 52 ) .
ينتقل المؤلف بعد ذلك الى فصول كتابه الثمانية ، وقد اختصت الفصول الاربعة الاولى بتواريخ تركيا في الاصلاحية وشؤون التحديث المعاصر ، في حين اختصت الفصول الأربعة الثانية باجراء مقارنات تاريخية ومقاربات معرفية لما هو عليه العرب والاتراك في الانبعاثات والتحديثات سواء في المنطلقات او التطبيقات او الخيارات ازاء المستقبل .
لقد تدارس المؤرخ سيار الجميل في الفصل الاول : تحديث الاقتصادات العثمانية ، وسبر غور المشاكل الاقتصادية التركية خلال القرن التاسع عشر ومطلع القرن العشرين ، وكان ذلك بمثابة قاعدة تاريخية لتجارب القرن الاتي ، ولقد توقف في أحد عشر مبحثا معمقا في تحليل : تركيا العثمانية والماركنتالية الاوربية ، وعوائق التحديث في تركيا العثمانية من خلال المقارنة مع روسيا واليابان ، وطبيعة الحياة الاصلاحية والتحولات البطيئة ، مع اعتباره سياسة إصلاح الضرائب : ركيزة قوية في التنظيمات العثمانية .. ثم عالج المؤلف وعلى جانب من الرصانة والذكاء موضوع مصادر الدخل العثماني والقوانين العثمانية الجديدة في عصر تتلك التنظيمات محللا المضامين الاقتصادية متوغلا في التشكيلات العثمانية وانماط الانتاج ،ووقف منتقدا نظرية النمط الاسيوي للانتاج ، كما حلل ببراعة التركيب الطبقي والمعلولات الاقتصادية ابان القرن التاسع عشر مستفيدا من خبرته في دراسة المجتمعات العثمانية .. وكيفية انهيار التصنيع العثماني بسيطرة التجارة الدولية وتدفق الرساميل الاجنبية . لقد وضعنا الاستاذ الجميل هنا في صورة تاريخية لنهايات القرن التاسع عشر وكأنها مناخات مشابهة جدا للصورة التي يحياها الشرق الاوسط اليوم عند نهايات القرن العشرين .. ثم يقف وقفة مطولة عند السلطان عبد الحميد الثاني في محاولاته التجديد الاقتصادي ، ولكنها محاولات متأخرة جدا مع غلبة المشكلات المالية وكيفية تغلغل الرساميل الاوربية في الاقتصادات العثمانية سواء كان ذلك في تركيا ام مصر ام تونس ( وحتى ايران ) سواء بواسطة هجمة اسلوب القروض ام البنوك ام الاستثمارات في البنية التحتية .
في الفصل الثاني من هذا الكتاب المتميز في دراسة تواريخ الشرق الاوسط الاقتصادية ، ينتقل المؤلف ليكتب ستة مباحث ايبستمولوجية عن مؤسس الجمهورية التركية الحديثة مصطفى كمال اتاتورك مؤكدا على دور كاريزميته في تكوين تركيا المعاصر ، محللا في مفهوم تطبيقي الكاريزما التاريخية التي امتلكها اتاتورك وايبستمولوجية التحول التاريخي من المرحلة العثمانية 1881 ـ 1920 الى المرحلة الكمالية بقسميها : التأسيسي 1920 ـ 1923 والجمهوري 1923 ـ 1938 . ثم توغل في دراسة حياة أتاتورك في التكوين والنضال والريادة ، بدءا بسجل حياته كضابط عثماني الى دور البطولة بالانتماء الى العثمنة ثم الى تدابيره باكتشاف اسلوب تحرك ثوري الى مرحلة النضال الوطني وحق تقرير المصير ، ثم مرحلة التأسيس بخطواته على الطريق التي قادت الى أن تنبثق وتلد دولة جديدة ، وكيف عاش الغازي اتاتورك لحظة التحولات ، واجراءاته الكبرى في تحديد مصير القدماء .
انتقل المؤلف كي يعالج موقف اتاتورك من الايديولوجيات المشاعة : العثمنة والجامعة الاسلامية والتتريك ، كي تنبثق ايديولوجيته الكمالية على يديه من أجل ان يتخذها الاتراك قاعدة لانطلاق جمهوريتهم الحديثة . وتقوم الايديولوجية الكمالية على مبادئ ستة ، هي : الجمهورية / الوطنية / الشعبية / الدولتية / الثورية / العلمانية .. ويصل المؤلف الى عدة استنتاجات معرفية يخصصها لتطور بنية الكاريزما التي استمرت على امتداد القرن العشرين ، وإسدال الستار على الماضي باجهاض التراث وقفل الذاكرة التاريخية ، ثم توقف عند اتاتورك ليجيب عن تساؤل : كيف يرونه ؟ بعنوان لا يخلو من نقد هو ” التناقض وشيزوفرينيا التاريخ ” ، ثم تقييم التجربة في خلاصة دراسة التحولات .
أما الفصل الثالث الموسوم ” مؤثرات التحديث في المجتمع التركي المعاصر ” ، فيقدم المؤلف فيه مفهوم التحديث في رؤية ايبستمولوجية منهجية محاولا ان يجيب عن كيفية دراسة مؤثرات التحديث ، فيعالج اولا : التمايز التاريخي بين العثمانية والكمالية من خلال تكوين البنية الاجتماعية والبحث في اركيولوجيا الارضية والجذور ، ثم تطورات الاصلاحية العثمانية وخصوصية التحديث التركي وخلل التغريب فيه ، منتقلا الى اتاتورك : الكاريزما التي عدها الاتراك ضرورة وطنية وتوصل المؤلف الى عدة استنتاجات تقول بادلجة التناقضات . منتقلا الى ان يعالج ثانيا : التعبئة متمثلة بانجازات فترة ما بين الحربين العظميين معتبرا ان التعبئة تخدم التاريخ ومسميا عمليات التحديث التركي المعاصر بالتحولات الدراماتيكية .. كما خصص الدكتور سيار مكانة معتبرا لمجال التربية والتعليم سواء في دراسة اوضاع النظام التعليمي ام في التعليم العلماني والمرأة التركية مستنتجا عدة نتائج مهمة بصدد دور التعليم وبرمجته . ويعالج ثالثا : العلمنة ودورها في تحولات المجتمع التركي المعاصر مؤكدا على التجربة التركية في العلمنة ، ثم يتوغل متعمقا في حقيقة العلمنة التركية التي يتمثلها التغريب وكيف حلت الانشطارات في المجتمع التركي المعاصر سواء من خلال الممارسة ام التفكير ، ويتوصل الى استنتاجات من نوع اخر تخص ثوابت التجربة والمستقبل .. ويرى المؤرخ الجميل قائلا : ” بأن الاتراك قد اختاروا طريقهم على مدى أكثر من نصف قرن في التحديث والعلمنة والتغريب ولا يمكنهم التوقف عن مواصلته للرجوع ، وبناء طريق جديد اخر ! ” ( ص 176 ) .
ننتقل الى الفصل الرابع الذي يعالج المؤلف فيه : قضايا التنمية السياسية التركية وتطورات التكوين المعاصر للجمهورية التركية مقدما للموضوع بتحولات البنية الفكرية والسياسية ـ الايديولوجية محللا مواضيع عن عصمت اينونو الرفيق الاقدم لاتاتورك وتطور تركيا بعد الحرب العالمية الثانية وقصة التنمية السياسية التركية وأثرها في التحديث والسياسة التحديثية التركية للاحزاب والزعامات والنخبات والمصالح ، وعن الثورة السياسية : الديمقراطية التركية وطبيعة علاقات تركيا بالغرب ، ثم المرجعيات والخيارات ..ناهيكم عن المسألة الاقتصادية التركية والمأزق التركي من خلال مواجهة الديمقراطية ازاء القوى السياسية والدينية اليمينية والراديكالية .. ثم انقلاب 1960 في تركيا وآثاره في المشاريع التحديثية ووقفة عند الدستور التركي الجديد ووصول اول نموذج لحكومة ائتلافية في تركيا والمحاولات الانقلابية والوزارات الائتلافية وحزب العدالة وبرنامج سليمان ديميرل في التحديث التركي والتطورات التركية اللاحقة وصولا الى انقلاب 1980 .
اما الفصل الخامس عن التحديث الاقتصادي في بحث مقارن بين العرب والاتراك ، فقد عالج المؤلف مسألة التنمية الاقتصادية التركية في القرن العشرين من خلال الصناعة والزراعة والتجارة وصولا الى مشروع توركت اوزال الاول والثاني في التحديث وبرنامجه في الوصول الى عام 2000 . ومما يميز هذا ” الفصل ” عقد المؤلف مقارنة في التنمية الاقتصادية بين العرب والاتراك من خلال الاوضاع السياسية والافتراقات الاقتصادية والتكامل وتباين المعايير والمشاكل الاقتصادية واشكاليات الزراعة والارواء وقياس واقع الصناعة وطبيعة التجارة وصولا الى استنتاجات جد مهمة في افتراق العرب عن الاتراك سواء في الميراث الاقتصادي ام اخفاقات التنميات العربية بل وافتقادها مع غياب التخطيط الاقتصادي والمستقبلي العربي على مستوى الحكومات التي تخلخلت محاولاتها لاسباب جد معقدة على امتداد نصف قرن من المشكلات السياسية والانقلابات العسكرية والحروب الاهلية والاقليمية وهزائم الامة امام اسرائيل !
اما الفصل السادس ، فيطرح المؤرخ الجميل للمعالجة منطلقات الاتراك وانبعاثات العرب نحو المستقبل محللا : العقل السياسي التركي ومحدداته ازاء التحديث ، ثم تقديم دراسة مقارنة في الإشكاليات المعاصرة والتوجهات المستقبلية لكل من التحديث التركي والانبعاثات العربية ، فثمة وقفات مهمة جدا امام التغيرات والمحددات التاريخية للنظام الاقليمي في الشرق الاوسط ودور النخبات التركية والعربية والتوجهات المستقبلية للاتراك وما هي الثوابت والمتغيرات لكل من العرب والاتراك ثم الراديكالية والماركسية واليسار لدى العرب والاتراك ثم توظيف التحولات والتبدلات مع تعرية للمشاكل والكوابح والازمات .. والتوصل الى استنتاجات تاريخية ، منها : تباين الذهنية والعقل التاريخي ومساهمات العرب الاساسية اذ طالب المؤلف بدراستها وفهمها ، ثم وقوفه عند الشراكة التاريخية والتفكك الاقليمي والتباعد السياسى ، ثم رؤية المستقبل بين الالفة التاريخية والغرابة المعاصرة .. ناهيكم عن حركة الوعي الجماعي القومي ـ العربي التركي المعاصر .
وفي الفصل السابع ، يحلل المؤلف موضوع العلمنة بين العرب والاتراك في دراسة نقدية مقارنة في التفكير والممارسات من جذور التاريخ الى رؤى المستقبل ، متوقفا عند المعاني الدلالية والحقيقية ومحاولة فهم العلمنة .. ويتعمق المؤرخ كي يجد جذرا تاريخيا للعلمنة بين العرب والاتراك مع نقده للمفاهيم الخاطئة .. انه بحث في الجذور والتمفصل بين العرب والاتراك ، أي بين الخلافة الدينية والسلطنة الدنيوية .. هكذا ، وجدها من خلال الانثربولوجيات التاريخية والتمفصل التاريخي ، ثم قدم رؤية مقارنة للعرب والاتراك في علمنتهم الحديثة ، سابرا غور سوسيولوجية الوعي والتفكير لدى العرب والاتراك ، وانشطار البنية الفكرية الاسلامية لديهما معا والفرس ايضا .. وما هي الممارسات والمقارنات للعلمنة واخيرا استنتاجاته من خلال الاجابة عن تساؤل يلح على الجميع : هل من سياق جديد نحو المستقبل ؟
واخيرا ، فالمؤلف يخصص فصلا كاملا عن خيارات المستقبل امام العرب والاتراك معا مقارنا ثوابت التفكير بينهما : الكمالية التركية والقومية العربية فيرى ايديولوجية موحدة ازاء التكوين التركي واحادية الكاريزما ، وقومية عربية ازاء التجزئة القطرية وتعدد الزعامات .. كما درس الوحدة العربية في منطلقاتها وركائزها وقطائعها في اطار تجارب نصف قرن ، انتقل بعد ذلك الى الاصولية والديمقراطية وكيف وجدهما عند العرب والاتراك في تجاربهما المريرة .. وصولا الى الخيارات من خلال تباين المستويات : المستقبل ـ كما قال سيار الجميل ـ في ضوء التشابهات والاختلافات . فيرى أن هناك ثوابت تركية ازاء المتغيرات العربية ، وحلل نتائج التباين ومرجعية الاتجاهات والمفارقات .. وحاول الاجابة عن سؤال ما زال يفترضه الاتراك على العالم : هل ستغدو تركيا زعيمة للشرق الاوسط ؟ فلم يجد المؤلف جوابا ايجابيا على ذلك خصوصا وان تركيا تغرق بالمشاكل المتنوعة ، ولكنه يضع امام العرب والاتراك والايرانيين معا خيارات متاحة لبناء مستقبلهم المشترك ، ففي ذلك يحيا الشرق الاوسط برمته حياة قوية جدا تنكمش ازاءها اسرائيل انكماشا بطيئا لتذوى وتموت .. ان سيار الجميل ينهي كتابه قائلا : ” واخيرا ، أقول أنه لا بديل للعرب ولا خيار أمامهم الا التوحد والتضامن لمجابهة المستقبل ، ولا بديل للاتراك ولا خيار امامهم الا العمل من اجل الحفاظ على مصالح الشرق الاوسط الاقليمية في اطار من التعاون المشترك كأسمى الخيارات الاساسية ” ( ص 346 ) .
أود القول ، بأن المؤلف قد اعتمد في كتابته هذا الكتاب المهم والمتميز على عدد كبير من المصادر والمراجع الممتازة وبلغات مختلفة .. وقد اتصف الكتاب بالخبرة الواسعة والتحليلات المهمة وكثافة المعلومات ودقة التقييمات وقوة المقارنات ورهافة الاسلوب ومنعته في ان واحد .. مع قوة احكامه وارائه بصدد مستقبل المنطقة وبناء مصالح اجيالها القادمة .

شاهد أيضاً

مسامير.. عتاب إلى الحكومة العراقية شديد الخصوصية شديد العمومية !

قرأتُ الخبر التالي وأسعدني : ( ناشنال بوست ، تورنتو ، يو بي اف ، …